إبداع وتنميةالاخبارالطاقة والحياةتعليم وتدريبقصص تنمويةمكتبة عالم التنميةمنوعات

الأستاذ الدكتور عماد البيداري يقدّم دراسة نوعية حول تأثير عسر الحساب (Dyscalculie) على اكتساب المفاهيم العلمية لدى التلاميذ ذوي صعوبات التعلم

في إطار فعاليات ملتقى أكاديمية الصحوة الدولية للكوتشينغ والاستشارات، قدّم الأستاذ الدكتور عماد البيداري بحثًا علميًّا متميّزًا بعنوان:
“تأثير عسر الحساب (Dyscalculie) على اكتساب المفاهيم في مادة الفيزياء والكيمياء لدى التلاميذ ذوي صعوبات التعلم”،
وذلك ضمن متطلبات نيل الدبلوم المهني الدولي في تخصص التربية الخاصة – الاضطرابات النوعية للتعلم، تحت إشراف الدكتورة فاطمة الزهراء لمرايط.

ينطلق هذا البحث من قناعة عميقة بأن التعلّم ليس مجرد وسيلة لاكتساب المعارف، بل هو عملية إنسانية متكاملة تسهم في تشكيل وعي الفرد وبناء المجتمع. ومن هذا المنطلق، ركّز الأستاذ الدكتور عماد البيداري في دراسته على فئة المتعلمين الذين يواجهون صعوبات نوعية في التفكير الكمي والمعالجة الذهنية للمفاهيم العددية، وهي الحالة المعروفة علميًّا باسم عسر الحساب (Dyscalculie)، لما تسببه من تحديات في تعلّم العلوم الطبيعية كالفيزياء والكيمياء.

وأوضح الباحث أن عسر الحساب يُعد من أبرز الاضطرابات النمائية التي تؤثر في التفكير الكمي وفهم العلاقات العددية، مما ينعكس على التحصيل الدراسي للمتعلمين في المواد العلمية، حيث تتداخل صعوبات الفهم المجرد مع ضعف القدرة على الربط بين المفاهيم الرياضية والظواهر الفيزيائية والكيميائية. وأكّد أن هذه الفئة من المتعلمين تحتاج إلى مقاربات تربوية علاجية تعتمد على التدريب العقلي والتفاعل الحسي، بدلًا من الحفظ والتلقين.

وبيّن الأستاذ الدكتور عماد البيداري أن الفهم الحقيقي للمفاهيم العلمية لا يقتصر على الاستيعاب المعرفي، بل يتطلّب قدرات في التفكير الرياضي، وربط العلاقات المنطقية بين المفاهيم الفيزيائية كالكتلة، والطاقة، والكثافة، والسرعة الكهربائية. ومن هنا، فإن المتعلم الذي يعاني من عسر الحساب يجد صعوبة في إدراك الترابط بين هذه المفاهيم نتيجة قصور في المعالجة الكمية للمعلومة.

وأكدت الدراسة أن الإشكال لا يكمن في قدرات المتعلم بحد ذاته، بل في غياب التكييف التربوي داخل المؤسسات التعليمية، مما يؤدي إلى ضعف التحصيل وتراجع الثقة بالنفس. لذا دعا الباحث إلى إعادة النظر في السياسات التربوية الخاصة بفئة ذوي صعوبات التعلم، مع التركيز على الدمج الأكاديمي والدعم النفسي المعرفي، كمدخل أساسي للتمكين التربوي والمواكبة التعليمية العادلة.

وقد أشادت المشرفة الأكاديمية الدكتورة فاطمة الزهراء لمرايط بجهود الأستاذ الدكتور عماد البيداري، مؤكدة أن هذا العمل العلمي يشكّل إضافة نوعية في ميدان التربية الخاصة، ويُسهم في إثراء الممارسات التعليمية الحديثة القائمة على فهم الاضطرابات النوعية من منظور علمي تطبيقي.

وفي ختام الملتقى، ثمّنت الدكتورة مها فؤاد – رئيسة أكاديمية بناة المستقبل الدولية – الجهود البحثية للأستاذ الدكتور عماد البيداري، واعتبرت أن هذا النوع من الدراسات يعبّر عن وعي جديد في ميدان التربية الخاصة، يقوم على فهم الفرد في ضوء احتياجاته المعرفية والنفسية بدلًا من الحكم على أدائه الأكاديمي فقط. كما أشارت إلى أن الاهتمام العلمي باضطرابات التعلم يُعدّ خطوة أساسية نحو تحقيق شمولية التعليم وتمكين المتعلمين من الوصول إلى إمكاناتهم الكاملة, مؤكدة أن التكامل الأكاديمي وتبادل الخبرات التربوية الهادفة بين المؤسسات العلمية هو ما يصنع الفرق الحقيقي في تطوير التعليم الحديث.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى