هدى الريفي تستعرض مفهوم الشرعية والمعايير الموضوعية كمدخل لتحقيق التفاوض العادل في أكاديمية بناة المستقبل الدولية

في إطار المحاضرة الثالثة ضمن سلسلة اللقاءات العلمية التي تنظّمها أكاديمية بناة المستقبل الدولية بعنوان “التفاوض وكيفية الحصول على ما تريد”، قدّمت الباحثة هدى الريفي مداخلة فكرية ثرية تناولت فيها محور الشرعية والمعايير الموضوعية (Legitimacy)، مؤكدة أن العدالة والاتزان يشكّلان الركيزة الجوهرية لأي عملية تفاوض ناجحة.
أوضحت هدى الريفي أن الاستناد إلى معايير عادلة وموضوعية يُعد أساسًا لا يمكن تجاوزه في بناء أي تفاوض فعّال، حيث تُمثل هذه المعايير إطارًا مرجعيًا يضمن التوازن بين مصالح الأطراف المختلفة، ويُضفي على العملية التفاوضية مصداقية وشفافية. واستعرضت مجموعة من النماذج التي يمكن اعتمادها كمصادر للشرعية مثل القوانين، وآراء الخبراء، والقيمة السوقية، والاتفاقات السابقة، مؤكدة أن هذه المرجعيات لا تُعد غاية في ذاتها، بل وسيلة لتحقيق العدالة وصياغة حلول واقعية ومستدامة.
وأضافت أن المفاوض الناجح هو من يُتقن توظيف هذه المعايير بطريقة ذكية ومنضبطة تُمكّنه من الدفاع عن مواقفه دون تعسف، ومن بناء حوار قائم على الاحترام والموضوعية لا على الهيمنة أو الانفعال.
وخلال التفاعل العلمي، طرح الأستاذ الدكتور أحمد محروس تساؤلًا حول ما إذا كان من الضروري أن يصحب المفاوض مستشارًا قانونيًا أثناء العملية التفاوضية، فأجابت **هدى الريفي بأن وجود مختص قانوني يُستحب في الحالات التي تتداخل فيها الجوانب القانونية المعقّدة، غير أن المفاوض المثالي يجب أن يمتلك بدوره خلفية معرفية بالقواعد القانونية الأساسية، لأن الجهل بالإطار التشريعي قد يؤدي إلى قرارات غير محسوبة.
واختتمت حديثها بتأكيد أن الشرعية والمعايير الموضوعية لا تمثّلان مجرد أدوات إجرائية، بل فلسفة فكرية تقوم على ترسيخ مبدأ العدالة التفاوضية، وتحويل الصراع إلى مساحة تفاهم وتكامل.



