ختام محاضرة “التفاوض وكيفية الحصول على ما تريد” بأكاديمية بناة المستقبل الدولية يؤكد أن الإنسانية أساس كل نجاح تفاوضي

اختُتمت فعاليات المحاضرة الثالثة من سلسلة اللقاءات العلمية التي نظمتها أكاديمية بناة المستقبل الدولية بعنوان “التفاوض وكيفية الحصول على ما تريد” بمشاركة نخبة من الباحثين، وحضور مميز للدكتورة مها فؤاد رئيسة الأكاديمية التي أثرت الجلسة بتعقيبها الإنساني والفكري الرفيع.
وخلال مداخلتها، عبّرت الدكتورة مها فؤاد عن فخرها بالمستوى الراقي للمناقشات والمداخلات البحثية، مؤكدة أن كلمات الباحثين كانت «موزونة وعميقة»، وأضافت اقتباسًا لافتًا بعبارة “WIN EQUAL WIN”، موضحة أن معناها في عالم الأعمال أنه *لا وجود للخسارة المطلقة، فحتى إن لم نكسب ماديًا، يكفينا كسب علاقة أو تجربة ناجحة، لأن العلاقات أثمن من المال، والإنسانية فوق كل اعتبار.
وتفاعلت الباحثة هدي الريفي مع هذا الطرح، مؤكدة أن الوضوح والإصرار على المحاولة يمثلان جوهر التفاوض الإيجابي، وأن السعي المتوازن يمنح الإنسان ثماره في الوقت المناسب.
فيما شدّد الباحث بوشعيب درهمي على أن المفاوض الناجح يجب أن يمتلك صفات وقدرات خاصة، أبرزها المرونة وفن الرد، مع وضوح الرؤية والهدف، مضيفًا في إشارة رمزية إلى مصطلح الكعكة التفاوضية أن الحل ليس في الصراع على ما هو موجود، بل في توسيع مساحة الفرص بما يضمن ربح الطرفين.
كما أكدت الدكتورة جيهان عبد الرحمن أن التفاوض لا يقوم فقط على المنطق والحجج، بل على الذكاء الإنساني في قراءة الآخر، مضيفة أن نجاح أي تفاوض يبدأ من القدرة على بناء الجسور لا الجدران، وأن لغة الاحترام واللباقة تبقى المفتاح الحقيقي لأي اتفاق ناجح.
ومن جانبها، قدّمت الباحثة نجية الحفياني مداخلة ثرية تناولت فيها استعادة الأراضي المغربية كنموذج واقعي لنجاح مهارات التفاوض السياسي والدبلوماسي بعد خمسين عامًا من الجهود المستمرة، وهو ما أشادت به الدكتورة مها فؤاد، مهنّئة الباحثة ومثنية على الدور المغربي ومضامين الخطاب الملكي الذي جسّد إرادة الشعوب في استرداد حقوقها.
واختتم الأستاذ الدكتور أحمد محروس اللقاء بتلخيص شامل لأبرز محاوره، مؤكدًا أن التفاوض علم وفن في آنٍ واحد، يقوم على دراسة الجوانب النفسية والقانونية والإنسانية، وعلى توظيف الذكاء الاصطناعي في التحليل واتخاذ القرار، مع بناء علاقات قوية قائمة على الثقة والاحترام المتبادل.





