عصير الكتب

الجزء الأول من تلخيص كتاب “نهاية البلطجة الإدارية” تأليف :جاري نامي وروث نامي

نهاية البلطجة الإدارية
منتهك للسياسات وليس متنمراً
من المرجح أن يكون هناك واحد، أو أكثر، من الحمقى الماكرين في إدارتك. وقد تظن أن سلوك البلطجة في بيئة العمل لن يؤذي بقية الموظفين المحترمين والمحترمين والمسالمين!
المتنمرون والبلطجيون هم: الغوغائيون والمخربون والمتحذلقون والمؤذون الذين يثيرون الشغب ويلحقون الأذى في بيئة العمل. وأيًا كانت الأسماء التي نشير بها إلى هؤلاء الأفراد، فهم ينتهجون سلوكًا غير مقبول في مكان العمل ويتسمون بأساليب متشابهة تنعكس سلبيًا على بيئة العمل.
ينكر البلطجية والمتنمرون أنهم عنصر تخريب في المؤسسة، رغم أن سوء سلوكهم المتعمد يؤذي زملاءهم ممن يهتمون بالعمل ويحترمون سياساته ويركزون على العمل باحتراف وعلى النتائج لا على التشدق والصوت العالي.
ولكن ليس من الحكمة اتهام كل من يخالف القواعد والسياسات بالبلطجة؛ ويفضل في البداية أن نشير إلى من يخالف وتثبت إدانته، باسم ”منتهك السياسات“، وهو تعبير أقل حدة من ”بلطجي“ ويناسب المؤسسات المحترمة التي لا تعاني كثيرًا من سلوكيات المتنمرين!
تأثير البلطجة الإدارية على الموظفين
نشير إلى من يتعرض لسوء المعاملة ب ”الموظف المستهدف“ – وليس الضحية، فالاستهداف يوحي بسوء معاملة مؤقت، في حين أن وقوع ”ضحية“ يوحي بتعطل دائم للعمل الطبيعي، وعليه فإن مراقبة ”منتهك السياسات“ تتيح تتبع أثر البلطجة على الموظفين المستهدفين في ثلاثة مستويات:
أ – الضرر الصحي
كثيرًا ما يتم الربط بين البلطجة في العمل وأمراض القلب والأمراض المعوية. ويعد ارتفاع ضغط الدم العلامة التحذيرية الأولى، على الرغم من أن أعراضه لا تكون واضحة، ويمكن أن يعاني المستهدفون من فقر الدم أو السكتة الدماغية أو القلبية. أولى المشكلات الناتجة عن الضغط والتي تصيب المعدة والأمعاء هي القولون العصبي، يليها حالات الإرهاق المزمن واضطرابات البشرة. تتأثر الصحة العاطفية أيضًا عندما يكون الضغط متواصلاً، وقد توصلت الدراسات إلى أن كل موظف يتعرض للتنمر يعاني من القلق، كما يصاب نحو 40 ٪ من الموظفين المستهدفين بالاكتئاب.
ب – اضطراب الحياة الاجتماعية
يمتد أثر ممارسات ”الموظف المتنمر“ ليطال ذوي الموظفين المستهدفين، الذين تنعكس ممارساتهم  الناجمة عن حالتهم النفسية السيئة على أسرهم في صورة غضب مُرحَل. ينقل الآباء أيضًا دلائل واضحة على ما يشعرون به من أسى، كما يمنعهم التعرض للتنمر من التفاعل والتواصل العاطفي مع أبنائهم. ويعد الطلاق من الحالات الشائعة الناتجة عن تعرض أحد الطرفين للتنمر في العمل. ويمكن في بعض الأحيان أن يخون الموظف شريك حياته تحت ضغط المتنمر قوي الشخصية، الأمر الذي يعزل الموظفين المستهدفين ويصمهم بالعار.
ج – الضرر الاقتصادي
يفقد الموظفون المستهدفون بالتنمر وظائفهم باستمرار عندما يفقدون تعاطف المديرين المتنمرين، ويتم فقدان الوظيفة دون سبب عملي. كما يؤثر فقدان المكانة الوظيفية على الدخل بسبب الحرمان من الفرص – فتُمنَح الترقيات لآخرين، ويُستخدم خفض الدرجة الوظيفية كعقاب، إلى جانب رفض الإجازات المُستحَقة وغيرها من العطلات مدفوعة الأجر.
لماذا يتنمر البلطجي ؟
هناك أسباب لا يمكن تصحيحها:
-1 البيولوجيا والخبرات الأولى في الحياة إذا تناولنا عقل متنمر عدواني، فمن المحتمل أن تكون قشرة مخه رقيقة للغاية بحيث لا تمكنه من التحكم في اندفاعاته. يؤدي ذلك إلى سرعة غضبه وتنمره. من التفسيرات الأخرى أيضًا أن هؤلاء المتنمرين قد تعرضوا لسوء معاملة في أسرهم، فشهدوا في نشأتهم عنفًا أسريًا أو تعرضوا لسوء معاملة من أحد ذويهم.
-2 شخصية المتنمر يتمثل أكثر التفسيرات تطرفًا بشأن شخصية المتنمر في أنه شخص مضطرب عقليًا. المضطرب بحاجة
إلى تحفيز مستمر، وألا تكون لديه نزعة للملل. وتعد المكيافيلية تفسيرًا آخر لا يتعلق بالافتقار إلى الأخلاق، بل يتعلق بالطموح الذي يدفع إلى تصرفاته تجاه الآخرين لتحقيق مكسب شخصي. حيث يستخدم المكيافيليون الآخرين لمساعدتهم في تحقيق أهدافهم، لكنهم لا ينجحون إلا بتدمير الآخر.
-3 شخصية المُستهدَف يميل المستهدفون إلى عدم المواجهة والرضوخ حتى عندما يتحول الأمر إلى منافسة شرسة، ولا يردون العنف بالعنف، وهذا العجز عن مواجهة المتنمر يُعد فرصة ضائعة نادرًا ما تسنح ثانية. كما يتسم المستهدفون بالسذاجة، فيكونون صرحاء بشأن تاريخهم ويظهرون نزعتهم للتأثر سريعًا، ويراهم المستغلون فريسة سهلة. وتتسم شخصية المستهدف بالتفاؤل، فالعالم في نظرهم عادل، والرواتب والنتائج متكافئة مع المدخلات والجهد والموهبة، لكن العالم ليس عادلاً ولا يكترث بالضعفاء!
-4 أهمية المكان مقارنةً بالأشخاص تعد بيئة العمل عنصر تنبؤ أقوى وأفضل حول كيفية أداء الموظفين لمهامهم مقارنةً بالشخصيات وحدها، والدليل على ذلك التأكيد على أهمية الانسجام والتوافق وضغط الأقران ومحاكاتنا للأشخاص الناجحين. ففي
العمل يمكن للتعليمات وطلبات الآخرين أن تحدد ما يفعله الموظف كل يوم دون أن يفكر أو يراجع أولوياته.
إعداد المؤسسة
لقد أعلن المتنمرون الحرب، وهم لا يهتمون بمسؤوليتك وحرصك على تأدية أمانتك أو التزامك بصحة أغلبية الموظفين وسلامتهم. تتطلب حملة بتر البلطجة العديد من الفرق والقوات اللازمة للفوز في المعركة.
ويرى باحثون أن التنمر كارثة صحية، ومواجهتها تشبه مواجهة الأوبئة. وهناك ثلاث مهام صعبة على القائد تنفيذها:
مهمة القائد الأولى : ملاحظة وجود التنمر
إذا كان مدير أحد الأقسام، ويُدعى ”سائد“ يحول دون اكتساب الشركة صفة ”بيئة عمل رائعة“، فعليك مواجهة حقيقة أن ”سائد“ مشكلة. ظل ”سائد“ يتملقك لسنوات حتى ربطت بين وجوده وبين القلق في إدارتك، وكان يمطرك بسيل من المديح لا تستحقه بشأن أفكار كنت أنت صاحبها أحيانًا، وفريق العمل أحيانًا أخرى. وعندما فكرت في ترقية أحدهم، كان ”سائد“ أول من يخطر ببالك. لقد وقعت فريسة لخداعه بطريقة ما.
في نظر فريق العمل، ”سائد“ أيضًا مشكلة، فهناك مغالاة في تقدير ما يحققه من نتائج، وإنتاجيته انعكاس لما يسلبه من الآخرين، لا ما ينجزه هو. كما أن ولاءه لك متقلب. حيث يكرهه العاملون معه، ويخرجون من فريقه مع أول فرصة سانحة، لكن الصورة الوحيدة عن ”سائد“ مصدرها ”سائد“ نفسه؛ فهو ماهر في صنع الانطباعات.
الخطوة الأولى لإيقاف التنمر في العمل هي أن تعود إلى الخلف قليلاً وتقيم الموقف من بعيد. افصل بين دفاعك عن أمثال ”سائد“ الموجودين في مؤسستك والأدلة المتعلقة بهم. الخطأ الوحيد الذي ارتكبته هو الثقة في صديق. استطلع ما يريد العاملون تحت
إدارة ”سائد“ قوله بشأن مكان العمل. الصداقات مع المديرين ممن لديهم تاريخ في تخريب بيئة العمل والإضرار بمرؤوسيهم يحد من قدرتك على القيادة.
لا يمكنك أن تكون قائدا جديرًا بالثقة من كل الموظفين إن لم تفصل بين رأيك في ”سائد“ والأدلة والنتائج المترتبة على سلوكه.
المهمة الثانية : الاهتمام بتقارير المستويات الوظيفية الدنيا
يعمل القادة المتفهمون والاجتماعيون باهتمام ويتخذون القرارات وكأنهم يضعون أنفسهم مكان العاملين في مراتب أدنى، وهم يعلمون مدى رغبة العاملين في أن يُصدَقوا وأن يساهموا في تحسين مكان العمل. يثق القادة الصالحون في الموظفين، ويمكن الاعتماد على الموظفين النزيهين في المخابرات الداخلية وجمع الحقائق. يحصل هؤلاء الموظفون على مقابل لعملهم، وتتضاعف قيمتهم عندما يمنحونك معلومات يحصل عليها المستشارون بتكلفة أعلى. المديرون الذين يتجاهلون المعلومات القادمة من المراتب الدنيا يخاطرون بنجاح المؤسسة. ويعد تصديق التقارير المتعلقة بالتنمر من أهم الأساليب التي تمكنك من الثقة في الموظفين. فلا تقلل من أهميتها وتعتبرها تافهة أو غير صحيحة، فهي توفر معلومات ضرورية.
المهمة الثالثة : إذا كنت أنت المشكلة فإعترف!
كيف تعرف أنك المشكلة؟ هذه بعض المؤشرات:
-1 ترى أن وظيفتك الوحيدة هي أن تكون قائدًا ذا رؤية، فتركز على السوق والمنافسين فقط. أما الإدارة التشغيلية فيتولاها آخرون.
2 في الاجتماعات، لا يعترض أحد على مواقفك وقراراتك.
-3 تدعي أنك تشجع التعاون وتمكن المديرين لكن القرار يكون في النهاية قرارك.
-4 معدلات ترك العمل وطلبات النقل بين مديري الأقسام الذين عينتهم أنت مرتفعة جدا.
-5 لا ينجح في الاستمرار في العمل معك سوى نوع معين من المساعدين.
-6 تؤمن بأن الخوف يحفز العاملين ويقضي على اللامبالاة ويرفع مستوى الأداء. استخدم هذا التقييم الذاتي لتدرك تأثيرك المحتمل على خطة مواجهة التنمر.
المهمة الرابعة : التدخل متى كان ذلك ممكناً
يعتقد معظمنا أن التدخل يجب أن يتم قبل أن يوجه المتنمر ضربته مباشرة، لكن هذا ليس صحيحًا بالضرورة، ففعل ذلك يتطلب أن تكون شاهدًا على حادث التنمر وقت حدوثه. ومن المرجح أنك ستسمع عن الحادث بعد وقوعه، فيتوفر لك الوقت للتخطيط لتدخلك المتأخر. وقد يصبح الأمر مسؤولية إدارية جديدة، لكن قبل التعامل رسميًا مع الأمر، ومن المنطقي أن يكون التدخل لصالح الموظف المستهدف. إذا كان هذا الموظف يعمل في وحدتك، فسيكون التدخل جزءًا من وظيفتك الحالية، ولا تحاول تفادي المشكلة قائلاً:
”على الموظفين حلها فيما بينهم“. تدخل فورًا وأوقف التنمر.
نقلا عن www.edara.com
لقراءة الجزءالثاني إضغط هنا
تم نشر هذا المحتوي علي جريدة عالم التنمية برعاية
أكاديمية “بناة المستقبل” الدولية و” المنظمة الامريكية للبحث العلمي”
برئاسةأم المدربين العرب – الدكتورة “مها فؤاد” مطورة الفكر الإنساني
e5f2ef68-75e1-4678-9ffc-3479da505483
#بناة_المستقبل
#أكاديمية_بناة_المستقبل
#راعي_التنمية_بالوطن_العربي
 
 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى