سميرة موسى: رائدة العلوم النووية التي أبصرت النور قبل أن تطوى صفحاتها
كتب- أحمد وصفي
في مشهد علمي مليء بالتحديات والانتصارات، صعدت سميرة موسى لتصبح أول امرأة مصرية تتوج بدرجة الدكتوراه في الإشعاع الذري، محققة إنجازاً يُعتَبر بمثابة نقطة تحول في تاريخ العلوم النووية. منذ بداياتها، كرست موسى حياتها لاستغلال التكنولوجيا النووية لأغراض سلمية، وسعت إلى جعل التقنيات الطبية، مثل الأشعة السينية، أكثر تيسيراً وبأسعار أقل، بما يعزز من قدرتها على خدمة البشرية.
لم تقتصر مساهمات موسى على الارتقاء بالعلوم النووية فقط، بل كانت لها يد طويلة في تطوير معادلة مبتكرة ساعدت في خفض تكلفة هذه التقنيات. هذا الإنجاز لم يكن مجرد خطوة نحو تسهيل الوصول إلى العلاج الطبي، بل كان بمثابة جسر يربط بين العلم وتطبيقاته العملية، مما أسهم في تحسين حياة الكثيرين.
ومع ذلك، اختتمت حياة موسى بشكل مفاجئ ومأساوي في عام 1952، عندما توفيت في حادث سيارة في سن الخامسة والثلاثين، هناك من يرى في هذا الحادث دليلاً على عملية اغتيال محتملة من الموساد الإسرائيلي، سعياً لمنع مصر من تحقيق تقدم في مجال التكنولوجيا النووية، هذه الفرضية تظل محل نقاش وجدل، لكن ما لا يمكن إنكاره هو أن موسى تركت وراءها إرثاً علمياً عظيمًا.
تقديراً لإنجازاتها وتأثيرها البارز، منح الجيش المصري سميرة موسى وسام الاستحقاق في العلوم والفنون عام 1953، بعد وفاتها، هذا التكريم لم يكن مجرد وسام، بل كان اعترافًا بإنجازاتها الاستثنائية وإسهاماتها القيمة في مجال العلوم.