ختام المحاضرة الأولى بعنوان “سيكولوجية اتخاذ القرار” بأكاديمية بناة المستقبل الدولية
اختُتمت فعاليات المحاضرة الأولى التي كانت بعنوان “سيكولوجية اتخاذ القرار” التي نظمتها أكاديمية بناة المستقبل الدولية برئاسة الدكتورة مها فؤاد، وسط نقاشات علمية ثرية جمعت بين الباحثين والخبراء حول مفهوم القرار الرشيد وأخلاقياته ودور الوعي المجتمعي في تنمية الفكر الشبابي.
وشهدت الجلسة الختامية مداخلة مميزة للدكتورة حفصة عازم، التي أثارت مجموعة من التساؤلات الجوهرية حول مقومات اتخاذ القرار لدى شباب الانتفاضة، وكيفية تمييز الخيال الإيجابي عن الخيال المريض في عملية التفكير واتخاذ القرار، وهو ما فتح المجال أمام نقاش موسّع بين الحضور.
وتفاعلت الأستاذة الدكتورة ناجية العلي مع مداخلتها مؤكدة أن الخبرة الحياتية هي الركيزة الأساسية لاتخاذ القرار السليم، داعية كل مجتمع إلى النهوض بفكره وإمكاناته مع تعزيز دور الأسرة في بناء الوعي، كما أشارت إلى أهمية استشراف المستقبل من خلال فهم الحاضر.
وفي السياق ذاته، قدّم الباحث محمد الغوغة مداخلة أوضح فيها أن الوعي المجتمعي لا يرتبط بالأسرة فقط، بل يتأثر أيضًا بعوامل متعددة تشمل التعليم والإعلام والمؤسسات الفكرية التي تنشر الوعي والثقافة في المجتمعات.
من جانبه، أشار الدكتور بوشعيب درهمي إلى أن الشباب قد واجهوا سابقًا تحديات في اتخاذ القرار نتيجة ضعف التنمية والفرص، موضحًا أن الإعلام المعاصر رغم تقدمه التقني إلا أنه أحيانًا يفرغ الوعي من مضمونه، مما يؤثر على قدرة الشباب على التفكير النقدي واتخاذ القرار الواعي.
واختتمت الدكتورة مها فؤاد النقاش بالتأكيد على أهمية الوعي الأسري كأحد ركائز الوعي المجتمعي، مشيدة بأسئلة الدكتورة حفصة التي وصفتها بأنها نموذج للتفكير الواعي الراقي، قائلة: “يكفيك شرفًا أن تكون إنسانًا متعلمًا.”
وفي ختام اللقاء، قدّم الأستاذ الدكتور أحمد محروس تلخيصًا لمحاور الجلسة، مؤكدًا أن القدرة على اتخاذ القرار هي بحد ذاتها علم ومهارة، وأن عدم اتخاذ القرار هو قرار أيضًا، داعيًا الباحثين إلى الابتعاد عن الخيال غير الواقعي، والاعتماد على البحث والعلم والوعي لبناء جيل مثقف قادر على اتخاذ قرارات صائبة تخدم التنمية والمجتمع.
