جيهان عبد الرحمن: القرار الأخلاقي لا يُبنى على العاطفة وحدها بل على وعي ومسؤولية
في إطار فعاليات المحاضرة الأولى من البرنامج التدريبي الذي تنظمه أكاديمية بناة المستقبل الدولية حول “سيكولوجية اتخاذ القرار”, قدّمت الباحثة الدكتورة جيهان عبد الرحمن مداخلة مميزة تناولت فيها محور “أخلاقيات القرار والمسؤولية”، مسلطة الضوء على البعد القيمي في صناعة القرار وأثره على الفرد والمجتمع.
وأكدت جيهان أن اتخاذ القرار السليم لا يتحقق إلا عبر توازن دقيق بين العاطفة والعقل، مشيرة إلى أن هذا الجانب يُعد أحد فروع علم النفس الذي درسته ووجدت فيه أن المشاعر عنصر مؤثر في عملية التفكير، لكنها تحتاج إلى عقلانية وضبط انفعالي حتى لا تسيطر على الحكم أو توجّه القرار في مسار خاطئ.
وأضافت أن التفكير المتأني ودراسة المشكلة من جميع جوانبها يمثلان أساس اتخاذ أي قرار رشيد، موضحة أنه من الضروري تحليل الإيجابيات والسلبيات بعناية قبل الحسم. وأشارت إلى أن من يواجه موقفًا جديدًا أو معضلة غير مألوفة يمكنه الاستعانة بخبرات الآخرين ممن مرّوا بتجارب مشابهة لاكتساب رؤية أوسع تساعده على الفهم واتخاذ الموقف الأنسب.
وأوضحت كذلك أن بعض المواقف تتطلب قرارات فورية، لكن حتى في هذه الحالات يجب أن يمنح الإنسان نفسه مساحة لفهم المشكلة بدقة، لأن التسرع قد يقوده إلى نتائج خاسرة أو اختيارات غير مدروسة.
وخلال النقاش، تفاعلت الدكتورة مها فؤاد، رئيسة الأكاديمية، مع حديث جيهان وطرحت تساؤلًا عميقًا: “هل عدم اتخاذ القرار يُعد قرارًا بحد ذاته؟”، في إشارة منها إلى البعد النفسي للحيرة والتردد في المواقف الحياتية، مؤكدة أن الامتناع عن الحسم يحمل أحيانًا دلالة خفية تستحق التأمل والتحليل.
وأثنت الدكتورة مها على الطرح القيم للباحثة، معتبرة أن حديثها يجمع بين الفكر العلمي والبعد الإنساني، ويعكس وعيًا متقدمًا بدور الأخلاق والوعي الذاتي في توجيه سلوك الإنسان واتخاذ قراراته في مختلف المواقف المهنية والإنسانية.
