شراء العبد: هل هو أفضل من تربيته؟
بقلم: عبدالرحمن الكردوسي مسؤول الإعلام العلمي
في العصور القديمة، كانت العبودية منتشرة في مختلف أنحاء العالم، وكان يعتبر شراء العبد أمرًا طبيعيًا ومقبولًا في المجتمعات، ومع تطور المجتمعات والتوجه نحو المساواة وحقوق الإنسان، أصبحت العبودية تاريخًا من الماضي، وفي الوقت الحاضر، نجد أن قضية شراء العبد أثارت العديد من الجدل والتساؤلات حول ما إذا كان شراء العبد أفضل من تربيته.
يعتقد البعض أن شراء العبد يمكن أن يكون أفضل من تربيته لعدة أسباب، أولاً، يعتبر العبد المشترى ملكًا لصاحبه، وبالتالي يمكن استغلاله في أعمال معينة وتحميله المسؤوليات التي قد تكون ثقيلة على الآخرين، ثانيًا، قد يكون لدى العبد المشترى مهارات معينة أو خبرات في مجال معين يمكن أن تكون مفيدة لصاحبه، مما يعزز قيمته كممتلكات.
على الجانب الآخر، هناك العديد من التحديات والمخاطر المرتبطة بشراء العبد، أولاً وقبل كل شيء، يعتبر العبد ممتلكات وليس إنسانًا يملك حقوقه الطبيعية والحرية الشخصية. هذا يتعارض مع المفهوم الحديث لحقوق الإنسان والكرامة البشرية، ثانيًا، يمكن أن يتعرض العبد للإساءة والاستغلال من قبل صاحبه، وبالتالي يكون معرضًا للظلم والإذلال.
بدلاً من شراء العبد، هناك من يرون أن تربيته يمكن أن تكون الخيار الأفضل،تربية العبد يعني توفير الرعاية والتعليم اللازمين له، وتمكينه من اكتساب المهارات والمعرفة التي تمكنه من أن يصبح فردًا منتجًا في المجتمع، بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يتطور العبد الذي تم تربيته ويصبح عضوًا فاعلًا وإيجابيًا في المجتمع.
في النهاية، يمكن القول أن العديد من الأطروحات والحجج تدعم فكرة أن تربية العبد أفضل من شرائه، يتعين علينا تعزيز المفهوم الحديث لحقوق الإنسان والكرامة البشرية، والتركيز على تأهيل وتربية الأفراد بدلاً من استغلالهم كممتلكات، تربية العبد يمنحه فرصة للنمو والتطور، ويعزز قيمته الإنسانية والمساهمة الإيجابية في المجتمع، بالتالي، يجب أن نسعى للتخلص من مفهوم شراء العبد ونعمل على بناء مجتمع يُحترم فيه حقوق الإنسان والكرامة للجميع.
أكاديمية “بناة المستقبل” الدولية
برئاسة أم المدربين العرب – الدكتورة “مها فؤاد” مطورة الفكر الإنساني
و” المنظمة الامريكية للبحث العلمي”
www.us-osr.org