الزادُ في حبِ الذاتِ … الحلول للوصول للتصالح مع النفس

بقلم الدكتور/ هشام محمد شمس الدين
الحلول للوصول للتصالح مع النفس
اولاً: ذكر الله عز وجل
فلذكر الله علاج رائع ومفيد لهذا المرض لأنه ينقلك من العالم المادي الدنيوي الى العالم الإيماني الروحاني و لكن بشروط حيث أن كثيرا من الناس تجدهم يصلون و يصمون حتى أن منهم من له ورد في الصلاة على النبي ﷺ و الاستغفار و التسبيح الا أن ذلك كله لا يجدي نفعا في التصالح مع النفس و بالتأكيد أنه سيؤجر بإذن الله على هذا الذكر إلا أن هذا الذكر خلا من الروحانيات و التدبر و الخشوع حتى تكاد تصبح عادة و في الحديث الشريف (عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قيل للنبي صلى الله عليه وسلم: يا رسول الله إن فلانة تقوم الليل وتصوم النهار، وتفعل وتصدق وتؤذي جيرانها بلسانها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لا خير فيها، هي من أهل النار” قالوا: وفلانة تصلي المكتوبة وتصدق بأثوار، ولا تؤذي أحدا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “هي من أهل الجنة” )أخرجه أحمد والبخاري
و كما قال الدكتور محمد غورماز رئيس الشئون الدينية التركية السابق ” الامة فقدت روح الدين مع أنها ألتزمت بسلوك التدين فقد أتقنا شكل الدين و لم نتقن جوهره. أصبح الدين لدينا مثل الطقوس الشعائرية وفقدنا معناه الحقيقي و الذى هو منهج الحياة” انتهي
لذلك لابد من التدبر في معاني الكلمات و الاستشعار بها , فحينما تستغفر الله عز وجل تتذكر ذنوبك و تندم عليها و حينما تسبح الله عز وجل تتذكر عظمة الله فيؤثر ذلك في قلبك و كل ذكر تقوله يصبح له تأثير في القلب و هذا يأتي بالتدريب و من صدق مع الله صدق الله معه.
ثانياً: حُسن الظن بالله ومن ثمَ حُسن الظن بالأخرين
حسن الظن بالله وهي من العبادات القلبية وكما يقول الدكتور مهران (توقع الجميل من الله)
فعن أبي هريرة رضي الله عنه، أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إن حُسن الظن بالله تعالى من حُسن العبادة» رواه أبو داود والترمذي.
وقال النبي ﷺ أيضا (أن من أحسن ظنه بالله آتاه الله إياه.) وأكثر ما نحتاج لحسن الظن بالله عند
الشدائد والكرب وضيق العيش عند غلبة الدَّين وحتى عند الدعاء لله عز وجل
فعن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة» رواه الترمذي. وحسن الظن بالله يعطيك الامل والاطمئنان وقوة اليقن بأن الله معك فانظر لقول سيدنا موسي عندما حُوصر بين البحر والعدو قال وبقوة اليقين وحسن الظن (كلا إن معي ربي سيهدين). وحُسن الظن بالله يجعلك حَسن الظن بالناس.
و يقول الله عز وجل في كتابه ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ ﴾
و جاء في التفسير (نهى الله تعالى عن كثير من الظن السوء بالمؤمنين، فـ ( إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ ) وذلك، كالظن الخالي من الحقيقة والقرينة، وكظن السوء، الذي يقترن به كثير من الأقوال، والأفعال المحرمة، فإن بقاء ظن السوء بالقلب، لا يقتصر صاحبه على مجرد ذلك، بل لا يزال به، حتى يقول ما لا ينبغي، ويفعل ما لا ينبغي، وفي ذلك أيضًا، إساءة الظن بالمسلم، وبغضه، وعداوته المأمور بخلاف ذلك منه.
ويقوا اخر (ولم يقل: الظنّ كله، إذ كان قد أذن للمؤمنين أن يظن بعضهم ببعض الخير، فقال: لَوْلا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنْفُسِهِمْ خَيْرًا وَقَالُوا هَذَا إِفْكٌ مُبِينٌ فأذن الله جلّ ثناؤه للمؤمنين أن يظنّ بعضهم ببعض الخير وأن يقولوه، وإن لم يكونوا من قيله فيهم على يقين).
ثالثاً: ومن قول الله عزوجل (وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ)
وهنا خاطرة جميلة في كلمة الكاظمين حيث أن هناك نوعان من الكظم “مقهور و مقدور” فأما المقهور فيكتم الشخص غيظه لأن ليس له القدرة على انفاذه بسبب توبيخ من مديره او من مسئول و يخشى الطرد من الوظيفة فيكتم غيظه مضطرا.
وأما الكظم المقدور فهو كظم الغيظ عند المقدرة وهذا النوع الذي يتحدث عنه القرأن الكريم في الآية السابقة. وكما قال النبي ﷺ في الحديث الشريف (ليس الشديد بالسرعة ولكن الشديد من يتمالك نفسه عند الغضب) ولكن هنا قد يكتم الشخص غيظه ويصبر على الإساءة ولكنه قد لا ينسها للمسيء، لذا أتبعها الله عزوجل بقوله وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وهي اكتمال لسمو الاخلاق حيث العفو هنا أن يمحو وينسى الإساءة وكأنه لم يفعلها.
كما جاء في قول بعض المفسرين في الفرق بين المغفرة والعفو فالأولي أن يغفر الله للعبد السيئة أو يستر الذنب عليه ولكن تظل مكتوبه في صحيفته وأما العفو فيمحها الله عز وجل و بل يبدلها بحسنة مكانها فتُمحي أثر السيئة وكأنها لم تكن.
رابعاً: مخالطة الناس ومساعدة الاخرين
و الصبر عليهم كما جاء في الحديث الشريف عن النبي ﷺ قال (المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم أفضل من المؤمن الذي لا يخالط الناس ولا يصبر على أذاهم) ونتعلم من هذا الحديث الشريف مخالطة الاخرين و مساعدتهم و بذل العطاء و حتى و إن وجد أذي من بعض الأخرين إلا أن احتساب الأجر و الصبر عند الله عظيم مع التأكيد على دفع الأذى من الأخرين بالطرق الشرعية إلا أن هذا لا يمنعنا عن الاستمرار في العطاء و مساعدة الأخرين حيث أن العطاء له فضل كبير , فمثلا يقول ابن القيم رحمه الله عن فضل الصدقة (لو علم المتصدق أن صدقته تقع في يد الله قبل يد الفقير لكانت لذة المٌعطي أكثر من لذة الآخذ ),
فأهل العطاء لا يعرفون البخل ولا الشح ولا الكراهية،
و في فضل مساعدة الأخرين جاء الحديث في الصحيحين عن ابن عمر رضي الله تعالى عنهما عن النبي ﷺ أنه قال( من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته) ، وفي الصحيح أيضا من حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي ﷺ أنه قال( والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه.)
(فالإنسان إذا كان في حاجة أخيه وأعان أخاه في قضاء دينه، في الشفاعة له في حاجة، في علاجه، في إعطائه الدواء، في نقله بالسيارة إلى الطبيب، في غير هذا من الحاجات فالله جل وعلا وعده أن يكون في حاجته وأن يقضي حاجته كما قضى حاجة أخيه، وعده بالعون سبحانه وتعالى، فالمؤمنون إخوة يتعاونون في حاجاتهم المباحة وحاجاتهم الشرعية وكل إنسان له أجره في عونه لأخيه في حاجته الدنيوية والدينية جميعًا. ) منقول
فبمساعدة الاخرين تسمو النفس وتزكيها وتجدها في شعور دائم بالرضا و اليسر مصداقا لقول الله عز و جل (فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى * وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى * فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى)
خامساً : التجاهل الطيب
والمقصود به عندما تجد أذى أو تعامل غير راقي من بعض الأشخاص فبعض الأحيان يكون التجاهل لهم أفضل تصرف و لكن بشرط الا يحمل معه ضغينة في النفس ويكون ذلك بصرف فكرك عنه تماما وكأنه غير موجود بأن تشغل نفسك بأي شيء فيه استفادة لك أو للأخرين كثيرا ما يحدث في العمل زميل كثير المضايقة و يسعى للتشويش عليك في عملك و من أفضل ما قيل هنا في هذه الحالة ما قالته الدكتورة مها فؤاد مديرة اكاديمية بناة المستقبل و أم المدربين العرب ومطور الفكر الانساني . (اجعل عملك يتحدث عنك ), و قالت أيضا (الطاقة تذهب حيث يذهب التركيز) فانظر لنفسك اين تُذهِب طاقتك هل ,في قيل و قال و فلان قال و فلان عمل فستجد طاقتك ذهبت سٌدى حتى تصل بها إلى خوار الجسد و ضعفه و عدم وجود همة للوصول الى القمة لأن الأمراض النفسية تؤثر بلا شك على الجسم,
وأما إن صرفتها فيما ينفع فستجد نفسك نشيط، سعيد، مرتاح البال، لأنك أنجزت في يومك شيء جميل تشعر به بتحقيق الذات , . وتُثاب عليه عند الله عز وجل , قال أبن مسعود رضى الله عنه ما ندمت على شيء ندمى على يوم غربت شمسه نقص فيه أجلي ولم يزد فيه عملي وهذا يأخذنا الى النقطة التالية
سادساً: لا وقت للكراهية” تعلم إن كنت لا تحب فلا تكره “
وهذه الصفة تحتاج الى التدريب والمثابرة لأن الكره شيء جبلي ولكن إن وجهته في المسار السليم سترتاح ولنا في رسول الله ﷺ اسوة حسنه فكان لا يغضب لنفسه ولا يثأر إلا لدين الله ويقول الرسول و في الحديث الشريف (ان النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم جالساً مع أصحابه في المسجد فقال لهم: يطلعُ عليكم الآن رجلٌ من أهل الجنة! فدخلَ رجلٌ من الأنصارِ تقطرُ لحيته ماءً من أثر الوضوء. فلما كان الغد، قال النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم: يطلعُ عليكم الآن رجلٌ من أهل الجنة! فدخلَ الأنصاريُّ ذاته الذي دخل في اليوم الأول. ولما كان اليوم الثالث، قال النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم: يطلعُ عليكم الآن رجلٌ من أهل الجنة! فإدا بالأنصاري نفسه يدخلُ المسجد! فلما انفضَّ المجلس، قامَ عبدُ الله بن عمرو بن العاص إلى الأنصاريِّ وقال له: لقد تخاصمتُ مع أبي، وأقسمتُ ألا أدخلَ عليه ثلاثة أيام، فإن رأيتَ أن تستضيفني عندكَ حتى تمضي هذه الأيام! فقال له: أهلاً ومرحباً. فمكثَ عنده عبد الله ثلاثة أيام فلم يَرَهُ يقوم من الليل شيئاً، وليس له في النهار زيادة عبادات عما كان يفعله الصحابة، غير أنه إذا استيقظَ في الليلِ ذكرَ الله في فِراشه حتى يُؤذِّن المُؤذِّن لصلاةِ الفجر فيقوم فيُصلِّي! ولمَّا انقضتْ الأيام الثلاثة، وكادَ عبد الله يستصغرَ عمل الأنصاري، قال له: لم يكُنْ بيني وبين أبي هجرٌ ولا خُصومة، غير أن النبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم قال ثلاث مرات يطلع عليكم الآن رجلٌ من أهل الجنة، فكنتَ أنتَ في الثلاث، فأردتُ أن أعرفَ ما تفعل حتى نلتها! فقال الأنصاريُّ: ما هو إلا ما رأيتَ، غير أني لا أجدُ في نفسي لأحدٍ من المُسلمين غِشاً، ولا أحسِدُ أحداً على خير أعطاه الله إياه! فقال له عبد الله: هذه التي بلغتْ بكَ وهي التي لا نُطِيقُ! (حديث ضعفه البعض)
وفي قول الله عز وجل (يَوْمَ لَا يَنفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ(88) إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ)
وفي الحديث الصحيح أنه قيل للرسول – صلى الله عليه وسلم -، أي الناس أفضل؟ قال “كل مخموم القلب، صدوق اللسان” قالوا، صدوق اللسان نعرفه، فما مخموم القلب؟ قال، “هو التقي النقي لا إثم فيه ولا بغي ولا غل ولا حسد”.) لا يكره أحد فتعلم
سابعاً: عبادة التفكر في خلق الله
التفكر في خلق الله عبادة عظيمة و قليل من يعمل بها
وهناك آيات كثيرة في كتاب الله تحث العبد على التدبر والتفكر في عظمة الله يقول الله عز و جل
﴿قُلِ انْظُرُوا مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا تُغْنِي الْآيَاتُ وَالنُّذُرُ﴾ (سورة يونس 101).
﴿إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ﴾ (آل عمران 190).
﴿الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ﴾ (آل عمران 191).
﴿ كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ ﴾
و هي سنة ترتقي بالعقل والنفس و ترتفع بهما عن سفاسف الأمور و تخرج بهما من الصراع الدنيوي الزائل إلى درجات الايمان والبصيرة و التدبر و هي تعمل على صلاح القلب وتُجليه من الصفات الرديئة مثل القسوة و الغفلة و الحسد. فكيف بقلب و عقل انشغلا بالتفكر في عظمة الله إلا امتلاء قلبه خشوع و سكينة و عقله نور و بصيرة ومن هنا يأتي التصالح مع النفس حيث الشعور بالرضا التام بما كتبه الله
كما جاءت في صحيفة حلوها (التصالح مع الذات أنه قبول الذات بما فيها من نقاط القوة ونقاط الضعف، والنظر إلى العيوب كجزء طبيعي من الشخصية يمكن إصلاحه أو التعايش معه إن لم يكن قابلاً للإصلاح، والأهم من ذلك إيجاد الطريق للسيطرة على الأفكار السلبية التي تنشأ من الصراع الداخلي، وتحقيق التوافق بين الأفكار والمشاعر، بين الدوافع والسلوك، وبين الرغبات والقيود.
العمود الفقري للتصالح مع النفس هو التوقف عن الإساءة للذات بمختلف أشكالها، ويتضمن التصالح مع الذات الكثير من الجوانب، منها التصالح مع المظهر والشكل الخارجي، والتصالح مع البيئة الاجتماعية التي نحيا بها، كذلك تقبل أخطاء الماضي وتجاربه المؤلمة والتصالح معها، إضافة إلى التصالح مع دوافعنا الغامضة من خلال فهمها وتفسيرها وتعديل تأثيرها على السلوك.)
التدير في عظمة الله أنواع كالتفكر في مخلوقاته من حيوانات وأرض وسماء والتفكر في عظيم النعم التي أنعمها الله عليك من صحة ومال ونعمة العقل وأجل نعمة هي نعمة الإسلام والإنسانية
وأخيراً لابد أن ندرك شيئا هاما (أن الحياة الدنيا حياة قصيرة لا تتحمل الخصام والكره والحسد ولابد أن نعيشها في رضا وسعادة مع ضمير حي لتحقيق ما نحلم به.
وكما قال الشاعر صلاح شعيب في نثره
بالأمل و الابتسامة في الحياة غيرهم مفيش دول يعدوك بالسلامة اوعي من غيرهم تعيش
و اللى في الايد النهرده يمكن احسن من اللى جاي انت تضمن مرة وحدة ان بكره حتى جاي
يعني فرفش يعني روق و لا يعني الدنيا مالها دي الحياة عاوزه المروق اللى يتهنى بجمالها
اصحي يا غرقان في نومك اصحي ياللى الوقت سرقك
اصحى و لف الدنيا طوف وشوف و يا سلام لو ترضي ربك تنصلح كل الظروف
و ما اجمله حينما …….
تذكرُ الله فيطمئن قلبُك
تُحسن الظن فيرتاح بالك
تُساعد الأخرين فتزكي نفسك
تعفوا عن من أساء فتشعر بالسعادة
تتفكر في خلق الله فتعرفُ قيمة نعم الله عليك
فما أجمل هذه الحياة….
تم نشر هذا المحتوي علي جريدة عالم التنمية برعاية
أكاديمية “بناة المستقبل” الدولية
برئاسة أم المدربين العرب – الدكتورة “مها فؤاد” مطورة الفكر الإنساني
و” المنظمة الامريكية للبحث العلمي”