إدارة ورجال أعمال

“مايكل عطية”.. صاحب العقل الخارق الذي حلَّ أصعب مسألة رياضية

في العام ٢٠٠٠ قام معهد كلاي للرياضيات، وهو مؤسسة غير ربحية في كامبريدج بالإعلان عن جوائز مسائل القرن الواحد والعشرين. وهذه المسائل هي عبارة عن ٧ مسائل رياضية تعد الأهم، والتي لم يتم حلها لغاية الآن. ولكونها هامة للغاية فإن المعهد وضع جائزة قدرها مليون دولار لكل مسألة يتم حلها. وبينما واحدة من هذه المسائل، التي تحمل اسم حدسية بوانكاريه تم حلها بالفعل عام ٢٠٠٦، والتي حصد عالم الرياضيات الذي حلها شهرة إضافية عند رفض مليون الدولار والميدالية. المسائل الست الأخرى ما تزال غير محلولة. 

 في سبتمبر/ أيلول من العام ٢٠١٨ قدم عالم الرياضيات مايكل عطية حلاً لفرضية ريمان، والتي تعتبر أقدم مسألة رياضية وأكثرها صعوبة. ولكن بطبيعة الحال لم يتم الإعلان رسمياً بأن المسألة تم حلها؛ لأنها تحتاج إلى المراجعة والتدقيق من قبل لجنة المعهد قبل حسم الأمر والإعلان ما إن كان عطية قد نجح فعلاً بحلها أم لم ينجح. 

مسيرة حافلة لمايكل عطية 

أمضى مايكل عطية معظم سنواته الأكاديمية (١٩٥٥- و١٩٥٦) في معهد الدراسات المتقدمة في برنستون ثم عاد إلى كامبريدج، حيث كان مساعد باحث ومساعد محاضر خلال عامي ١٩٥٧ و ١٩٥٨ ثم لاحقاً عمل كمحاضر في كلية بمبروك في كامريدج. ثم انتقل في العام ١٩٦١ إلى جامعة أوكسفورد. لاحقاً أصبح زميلاً في كلية سانت كاترين، وتبوأ كرسي سافيل المرموق في تلك الجامعة عام ١٩٦٣. كما عمل أستاذاً للرياضيات في معهد الدراسات المتقدمة في جامعة برنستون لمدة ثلاث سنوات، وأصبح  عام ١٩٩٠  أستاذاً للرياضيات وعميداً لكلية ترنيتي، وأول مدير لمعهد إسـحق نيوتن لعلوم الرياضيات، في جامعة كمبردج. وقد حل أستاذاً زائراً في جامعـات أخرى مثل  هارفرد، وبيركلي، وشيكاغو، وييل، وكولومبيا، كما عمل رئيساً لجامعة ليستر.

جوائز وألقاب للسير مايكل عطية 

تمكن مايكل عطية من تحقيق الحلم الذي لطالما أراده والده، فالابن بات رجلاً بريطانيا بكل ما للكلمة من معنى، ولا أحد ينظر إليه نظرة دونية، على العكس فهو مصدر فخر واعتزاز، وقد منحته ملكة بريطانيا لقب فارس (سير) ووسام التميز، كما تم انتخابه زميلاً في الجمعية الملكية في لندن وفي الجمعية الملكية في إيرلندا، ورئيساً لجمعية الرياضيين.   منحته أكثر من ثلاثين جامعة درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم، كما منحته أكاديميات العلوم في أكثر من عشرين دولة زمالتها الفخرية. الجوائز والميداليات والأوسمة التي منحت له عديدة جداً منها ميدالية فيلدز، والتي هي بالنسبة للرياضيين تضاهي جائزة نوبل أهمية، بالإضافة إلى الميدالية الملكية، وميدالية كوبلي، وجائزة الملك فيصل العالمية.

حل فرضية ريمان 

عندما تم الإعلان بأن مايكل عطية قدم حلاً لنظرية ريمان التي تعتبر الأكثر صعوبة والأقدم فإن الخبر أحدث ضجة في ذلك الوسط ، إذ إن المحاولات لحلها مستمرة منذ أكثر من ١٦٠ عاماً. عطية قال بعد تقديم حله «قم بحل نظرية ريمان وستصبح مشهوراً ولكن إن كنت مشهوراً فستصبح سيئ السمعة». وأضاف «لا أحد يصدق أي إثبات يتم تقديمه لفرضية ريمان؛ لأنها صعبة للغاية ولا أحد قد تمكن من إثباتها، فلماذا على أي شخص إثباتها حالياً؟ السبب هو أن الشخص الذي يريد حلها يملك فكرة جديدة».  النظرية التي تسمى أحجية الأرقام الأولية تتحدث عن توزيع هذه الأرقام، وفي حال كان الحل الذي قدمه عطية صحيحًا فحينها علماء الرياضيات سيحصلون أخيراً على خريطة توزع هذه الأرقام. عطية يؤكد أن الحل الذي قدمه بسيط، وهو استند إلى أعمال كل من جون فون نيومان وفردريك هايزربزش. 

تم نشر هذا المحتوي علي جريدة عالم التنمية برعاية
أكاديمية “بناة المستقبل” الدولية
برئاسة أم المدربين العرب – الدكتورة “مها فؤاد” مطورة الفكر الإنساني
و” المنظمة الامريكية للبحث العلمي
www.us-osr.org

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى