الاخبارعصير الكتبمكتبة عالم التنميةمنوعات

ابن الهيثم: عالم موسوعي يجسد التفوق العربي في العلوم والاكتشافات…

بقلم:عبدالرحمن الكردوسي مسؤول الإعلام العلمي

في العصور الوسطى، ازدهرت العلوم والمعرفة في العالم الإسلامي، وكان من بين أبرز العلماء الذين أسهموا في إثراء المعرفة البشرية العالمية العالم العربي المسلم ابن الهيثم، ولد في البصرة في العراق في القرن العاشر الميلادي، وقدم إسهامات هائلة في عدة مجالات من العلوم، مثل الرياضيات والفيزياء والبصريات والعلوم الطبيعية.

 

ابن الهيثم كان من العلماء المتعددين الموهوبين الذين استطاعوا بناء جسور تواصلية بين المعرفة القديمة والحديثة، استند إلى أفكار ونظريات علماء اليونان القدماء مثل أرسطو وبطليموس وإقليدس، ولكنه تجاوزهم وصحح بعض المفاهيم السائدة في ذلك الوقت.

 

من أبرز اكتشافات ابن الهيثم كانت في مجال البصريات، أثبت حقيقة أن الضوء ينبعث من الأجسام ويصل إلى العين، وليس العكس كما كان يعتقد في ذلك الوقت، كما ساهم في تطوير فهمنا للإبصار ووظائف العين من خلال شرحه المفصل لتركيب ووظائف العين، وقد درس أيضًا التأثيرات النفسية والعوامل المؤثرة في الرؤية.

 

تُعرف “مسألة ابن الهيثم” بأنها أحد أهم مساهماته في مجال الضوء والبصريات، في كتابه “المناظر”، قدم معادلة من الدرجة الرابعة حول انعكاس الضوء على المرايا الكروية، وهو ما طالما استخدمت في دراسة البصريات وتصميم العدسات والأجهزة البصرية.

 

 

على الرغم من أن عصر ابن الهيثم يعود إلى قرون مضت، فإن تأثيره لا يزال حاضرًا في العلوم الحديثة، يُعزى إليه مبادئ اختراع الكاميرا، حيث درس بنية الصورة وعملية تكوينها، كما أن أفكاره وأبحاثه في البصريات ساهمت في تطور علم البصريات والتطبيقات الحدية المتعلقة بها، مثل التصوير الطبي والعدسات اللاصقة وأجهزة الرؤية الحديثة.

 

إن إرث ابن الهيثم العلمي لا يقتصر فقط على المجالات التي عمل فيها، بل يمتد أيضًا إلى منهجه العلمي، كان يعتمد على المنهج العلمي في تجاربه ودراساته، مما جعله رمزًا للعقلانية والدقة العلمية، وهذا التوجه العلمي الذي ألهم العديد من العلماء والباحثين فيما بعد.

 

ابن الهيثم، العالم الموسوعي العربي، قدم إسهامات عظيمة في العلوم المختلفة، من الرياضيات والفيزياء إلى البصريات وعلم الفلك والهندسة وغيرها، كان رائدًا في فهم البصريات والضوء، واكتشافاته ومفاهيمه العلمية ما زالت تؤثر في العلوم الحديثة، إرثه العلمي يعكس التفوق العربي في المعرفة والاكتشافات ويستحق الاحتفاء والاعتراف به كأحد ألاعلام العرب.
تم نشر هذا المحتوي ب جريدة عالم التنمية برعاية
أكاديمية “بناة المستقبل” الدولية
برئاسة أم المدربين العرب – الدكتورة “مها فؤاد” مطورة الفكر الإنساني
و” المنظمة الامريكية للبحث العلمي”
www.us-osr.org

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى