عصير الكتب

الجزء الاول من تلخيص كتاب “تأجدد وتفرد ” تأليف :ماركوس باكينجهام

مقياس ريادي وقيادي لأدوارك القوية في العمل والحياة

أدوار القوة التسعة

عندما تقضي عشرين عامًا وأنت تصمم وتحلل الاختبارات التي تقيس صفات الناس، فسوف تكتشف بمرور الوقت أنك مهما دققت في تشريح كل جانب من كل صفة في الشخصية، فإن صفات معينة ستتحد لتكوِّن أنماطًا سلوكية بارزة. سيمكن مثلاً تصميم أداة
تقييم تميِّز بين سمات: تقدير الذات، والثقة بالنفس، وحب الإنجاز والحزم، وتقيسها بشكل مستقل. لكن هذه الصفات الأربع تترابط معًا ولا يمكن فصل بعضها عن بعض. بلغة الإحصاء، نطلق على مجموعة الصفات المترابطة اسم ”العامل“، لأنها تتحد في الواقع لتصنع ”شخصية“ معينة، أو أسلوبًا معينًا في التعامل مع العالم.
إذ تعبِّر السمات الأربع السابقة عن شخصية تريد أن ينصاع الآخرون لأسلوب تفكيرها، شخصية تجيد إقناع الناس والتذاكي عليهم، ولا تمانع في أن تكون عدوانية. وبلغة ”التفرد“، تكون هذه هي الشخصية ”المؤثرة“.
بالمثل، فإن تركيبة أو مزيجًا آخر من صفات: التفكير الاستراتيجي والتفاؤل ونفاد الصبر والترحيب بالغموض، تصنع شخصية أخرى؛ شخصية تحب اقتحام المستقبل وتؤمن بأن العالم مكان مثالي، وأن العقبات ما هي إلا فرص متخفية، وأن أفضل طريقة لمعرفة ما
يخبئه لنا المجهول هي اقتحامه. وبلغة ”التفرد“، تعتبر هذه الشخصية ”مستكشفة“، وهي تختلف عنا؛ فالمجهول الذي نخشاه ترحب هي به.
لنبني نموذجًا متكاملاً ل ”التفرد“، نقبنا وسط مئات من الصفات القابلة للقياس، ورصدنا أكثر تركيبات الصفات شيوعًا وقوة. لا شك – طبعًا – أن طرق قياس درجات التفرد لا نهائية، إلا أن تركيبات الصفات وخلطات مزج السمات التي تنتج ”عوامل“ تفرد محدودة. وقد توصلنا إلى تسع تركيبات أطلقنا عليها: ”أدوار القوة“.

الدور الأول: الناصح 

أنت كناصح تبدأ بطرح سؤال: ”ما أفضل شيء يجب القيام به؟“، وينبع حماسك من معرفتك بأنك الشخص الذي يلجأ إليه الآخرون بحثًا عن إجابة أو حل. لا ترغب في أن تكون الشخص الذي يغيِّر العالم، لأن أكثر ما يبهجك هو تقدير الآخرين لآرائك وحكمتك. وبما أنك تحب أن تمارس دور الخبير فإنك تبحث دائمًا عن مزيد من المعلومات لتساعد الناس في اتخاذ قرارات أفضل، وتنتبه إلى أدق التفاصيل كي تستطيع تقديم أثمن وأفضل النصائح.

إلا أن نصائحك لا تكون في المُطلَق، بل إن كل نصيحة مُصمَمة حسب أوضاع كل شخص وظروفه. قد تكون شديد الإلحاح والتشبث بالرأي، وفوق ذلك أنت ”متحامل“، فمهما بذل الشخص من جهد فمجهوده ليس كافيًا، وترى دائمًا أن هناك طرقًا أفضل، أو حلولاً
أفضل، واستعدادًا أكثر، ويدب فيك الحماس عندما تُطالب بإيجاد هذه الطرق أو الحلول. عندما تفعل ذلك، فإنك لا تشكك في القرار الذي تتوصل إليه، وهذا هو السبب الذي يدفع الناس إلى استشارتك وطلب النصح منك: اطمئنانك إلى قراراتك وثقتك اللامحدودة في نفسك، فأنت تعرف بالفطرة ما تفعل، وهذا هو مصدر فخرك.
أنت في أقوى حالاتك 
❂تفكر بالخطوة، واللغة التي تستخدمها تكون من قبيل:  ”هذه هي الخطوات التي أنصحك بها“، أو ”اكتب هذه المقترحات“، أو ”إليك هذه التقنيات“.
❂أنت خبير في حل المشكلات، ولا تزعجك المواقف الصعبة أو المعقدة لأنه عندما يواجهك تحدٍ ما فإنك تبدأ في تحليل أسبابه وظروفه. تفكيرك مرتب ومتسلسل، وتتقن ”تفكيك“ المشكلات.
❂تطرح الكثير من الأسئلة لأنك ترى الحل متخفيًا  في التفاصيل. ينتابك الفضول حيال تفاصيل خطط الآخرين ومشكلاتهم وحياتهم، لكنك مع هذا لست متطفلاً، رغم أنك أحيانًا تتدخل فيما لا يعنيك.
❂تحب أن ترصد الاختلافات بين الأشياء المتشابهة، لأن هذه الاختلافات هي التي تساعدك في اختيار الطريق الصحيح.
كيف ترقي بأدائك إلي مستوي أعلي
❂يحتاج الناصح دائمًا إلى وجود أشخاص يقدم إليهم النصيحة. لا شك أنك تتحمس لتحليل المعلومات والتفاصيل، ولكن اليوم الذي لا تجد فيه من تستعرض أمامه النتائج التي توصلت إليها تعيشه كأنك في جحيم. أنت تحتاج إلى هؤلاء ”الآخرين الذين في محنة“ لكي تثبت قيمتك وذكاءك.
❂أنت تحترم الخبراء لأنهم درسوا موضوعاتهم جيدًا ويستطيعون تحديد التفاصيل والاختلافات ذات الأهمية الحقيقية. تحالف مع الخبراء في مجالك: اخرج معهم واقرأ مقالاتهم وكتبهم وساندهم في مشروعاتهم، فالحكمة العملية التي يتسمون بها ستكون مصدر تحفيز وإلهام لك.

الدور الثاني : الرابط

تبدأ بطرح السؤال: ”من الذين سأعرِّف بعضهم على بعض وأصل بينهم؟“ فأنت ترى العالم كشبكة كبيرة من العلاقات، وتتحمس لفكرة تشبيك الناس بعضهم ببعض داخل شبكة علاقاتك، لا لأنهم سيحبون بعضهم بعضًا – وإن كان ذلك واردًا – وإنما لما سيحققونه معًا. مبدأك 3 أو 30 أو 300 “. لا = 1 + في الحياة هو أن ” 1 تجد حدودًا لما يمكن أن يحققه الناس إذا اتحدوا معًا
بمواطن قوتهم ووجهات نظرهم المتنوعة. أنت محب للاستطلاع، وتهوى طرح الأسئلة عن خلفية كل شخص وخبرته ومهاراته. تعرف أن كل شخص عندما يدخل في أية علاقة فإنه يجلب معه شيئًا فريدًا ومختلفًا؛ شيئًا ترى أنه سيكون مقومًا أساسيًا لتحقيق النجاح.
تخزِّن في شبكة علاقاتك آلاف الأشخاص الذين قابلتهم وتعرفت عليهم ووضعتهم في مكان ما على خريطة علاقاتك، كل منهم مرتبط بشخص آخر، وكل منهم ما زالت روافده مفتوحة لاستقبال وإضافة المزيد من الأشخاص. ينجذب الناس إليك لأنك تبدي شغفًا وحماسًا تجاه خبراتهم، وتحيكهم في نسيج أكبر من ذواتهم الفردية، وتملك الكثير من الأفكار العملية حول كيفية دمج خبراتهم مع خبرات الآخرين.

أنت في أقوى حالاتك 

❂تحاول الجمع بين كيانين منفصلين لتشكل كيانًا أكبر  وأفضل، فسعادتك تكمن في الجمع بين الأشخاص أو بين الأشخاص والمشروعات والأفكار.
❂تُدمِج الأشخاص الجدد في المجموعة وتُشعِرهم بالانتماء بسرعة. وبفضل هذه القدرة أنت تمتِّن فريقك ليصبح أكثر إنتاجية.
❂تحب دراسة الناس، وتستهويك صفاتهم ومهاراتهم الفريدة، فعندما تقابل أحدًا فإنك تتعمق في قراءة وترجمة شخصيته وتطرح عليه سؤالاً تلو الآخر لتستكشفه. وكلما زاد فهمك له، زادت قدرتك على تصنيفه كي تربطه بأشخاص آخرين.

كيف ترقي بأدائك إلي مستوي أعلي ؟

❂كن يقظًا ومنتبهًا، فأينما ذهبت ستكون هناك فرصة لتربط بين الأشخاص. ستصادف أشخاصًا مُشوِقين في كل مكان، ليس فقط في العمل والاجتماعات الرسمية، بل ربما تصادف أحدهم جالسًا إلى جوارك في الطائرة.
❂يلهمك الأشخاص الموهوبون، لذا حاول أن تجد مجموعتين على الأقل من الخبراء تلعب معهم دورًا قياديًا أو تنظيميًا. فأكثر ما يحفزك هو الاستماع إلى مناقشاتهم ووجهات نظرهم المختلفة. إذا استمعت إليهم جيدًا فستجد مهمة جديدة تتولاها، أو مسؤولية جديدة تتبناها.

نقلا عن www.edara.com
لقراءة الجزءالثاني إضغط هنا
تم نشر هذا المحتوي علي جريدة عالم التنمية برعاية
أكاديمية “بناة المستقبل” الدولية و” المنظمة الامريكية للبحث العلمي”
برئاسةأم المدربين العرب – الدكتورة “مها فؤاد” مطورة الفكر الإنساني
e5f2ef68-75e1-4678-9ffc-3479da505483
#بناة_المستقبل
#أكاديمية_بناة_المستقبل
#راعي_التنمية_بالوطن_العربي

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى