حقوق النشر في عصر الذكاء الاصطناعي – رؤية علمية في اليوم الثالث من قمة دبي الدولية للمكتبات والنشر

في اليوم الثالث من فعاليات قمة دبي الدولية للمكتبات والنشر – مستقبل صناعة النشر، التي تُقام في مكتبة محمد بن راشد بدبي، شاركت الدكتورة مها فؤاد، رئيس أكاديمية بناة المستقبل الدولية، في جلسة فكرية محورية بعنوان “حقوق النشر في عصر الذكاء الاصطناعي”، والتي تناولت أحد أكثر الموضوعات حساسية وجدلاً في المشهد الثقافي والإبداعي المعاصر.
أدار الجلسة عدد من الخبراء الدوليين المرموقين، من بينهم كيت موس من المملكة المتحدة، ونادين صادق من إيرلندا، وويندي كوين من المملكة المتحدة، وياسمينة جناديس من لبنان، حيث قدّموا تحليلاً معمّقًا حول التغيرات القانونية والأخلاقية التي فرضها الذكاء الاصطناعي على عالم النشر والإبداع الأدبي والفكري.
ناقشت الجلسة قضايا حقوق المؤلف، وحماية الملكية الفكرية، والتوازن بين حرية الابتكار واستخدام التقنيات الحديثة، كما تناولت أهمية تطوير تشريعات مرنة تواكب التطور التكنولوجي وتضمن في الوقت ذاته صون الإبداع الإنساني وحماية هوية الكاتب في ظل الذكاء الاصطناعي التوليدي.
وقد أكدت الدكتورة مها فؤاد في حديثها أن التحول الرقمي لا ينبغي أن يُنظر إليه كتهديد للكاتب أو للمبدع، بل كفرصة جديدة لإعادة تعريف العلاقة بين الإنسان والتقنية، مشيرة إلى أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يكون شريكًا في الإبداع إذا أحسن الإنسان توجيهه وتوظيفه لخدمة المعرفة والوعي.
كما شددت على ضرورة تعاون المؤسسات الأكاديمية والبحثية مع الهيئات القانونية والثقافية لإرساء منظومة معرفية تشريعية متكاملة، تواكب التطور وتدعم الابتكار ضمن ضوابط تحمي الفكر الإنساني.
واختُتمت الجلسة بدعوة الحضور إلى تبنّي منظور إنساني وتنموي تجاه الذكاء الاصطناعي، يقوم على التكامل بين الإبداع البشري والقدرة التقنية، وهو ما يتقاطع مع رؤية أكاديمية بناة المستقبل الدولية التي تسعى إلى تحويل الذكاء الاصطناعي من أداة تقنية إلى قوة فكرية تُسهم في التنمية المستدامة وصناعة الوعي الثقافي العربي والعالمي.



