إبداع وتنميةالاخبارالطاقة والحياةقصص تنمويةمنوعات

تزنيت تودّع العلّامة محمد توفيق التجاجتي.. ومسيرته العلمية تمتد عبر الأجيال

شهدت مدينة تزنيت أمس حفل تأبين مهيب للعلّامة محمد توفيق التجاجتي ، الذي رحل عن عالمنا يوم 10 اغسطس بعد مسيرة حافلة بالعطاء العلمي والدعوي والتربوي امتدت لأكثر من أربعة عقود. وقد اجتمع في هذا الموعد طلبته وأسرته ومحبيه وفعاليات علمية وأكاديمية لتجديد العهد على حفظ إرثه العلمي والإنساني.

كان الراحل أحد أعمدة المدرسة العلمية العتيقة الكريمة، التي تعود إلى القرن العاشر الهجري، حيث كرّس عمره في التدريس والإصلاح والتربية، فغدت المدرسة في عهده منارة خرّجت نحو 850 فقيهًا وعالمًا، بينهم دكاترة وأساتذة وخطباء ووعاظ داخل المغرب وخارجه. ولم يكتفِ بذلك، بل تكفّل شخصيًا بنفقات عشرات الطلبة لمواصلة دراستهم في جامعة الأزهر الشريف وبلاد الشام، مساهمًا في ربط حلقات السند العلمي ونشر النهج الوسطي المعتدل.

تميّز الشيخ التجاجتي بتواضعه وحيائه وزهده، فلم يُرَ قط كاشفًا عن رأسه حتى في الحج والعمرة، وكان مثالًا في المداومة على الصلاة والحرص على تربية طلبته بالقدوة والسلوك قبل القول. عاش بعيدًا عن الأضواء، لكنه أنار الطريق للأجيال، فاستحق أن يُوصف بـ”المعلّم الصامت والمربّي الحكيم”.

وخلال التأبين، استُحضرت شهادات مؤثرة عن أثره العميق في النفوس، كما أُشير إلى أن مسيرته العلمية لم تتوقف برحيله، بل امتدت في أبنائه وطلبته. ومن أبرز الأمثلة على ذلك كريمته الدكتورة خديجة توفيق وزوجها الدكتور عبدالقادر بنيسي، اللذان حصلا على درجة الدكتوراه من أكاديمية بناة المستقبل الدولية برئاسة الدكتورة مها فؤاد. وقد رأت الحاضرات والحاضرون في هذا الامتداد الأكاديمي دليلاً على أن فكر الشيخ ومنهجه لا يزال حيًا متجددًا في ذريته وفي المؤسسات العلمية التي حملت رسالته.

ومع إعلان الأسرة عن نيتها تحويل بيت الراحل، الذي يضم آلاف الكتب، إلى مكتبة عامة مفتوحة، يتواصل إرث الشيخ العلمي ليظل حاضرًا في ذاكرة المغرب، شاهداً على رجل عاش للعلم وخدم القيم ونذر نفسه لتربية الأجيال.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى