إبداع وتنميةالاخبارالطاقة والحياةمنوعات

تاريخ المسحراتي في مصر: من الأصل الإسلامي إلى التحديات الحديثة….

بقلم: عبدالرحمن الكردوسي مسؤول الإعلام العلمي

تشتهر مصر بتراثها الثقافي والتاريخي الغني، ومن بين العديد من المهن والتقاليد التي تميزت بها على مر العصور، تأتي مهنة “المسحراتي” كواحدة من أبرزها، تعود أصول هذه المهنة إلى العصور الإسلامية الأولى، وقد أصبحت جزءًا من تقاليد رمضان في البلاد، ومع ذلك، عانت مهنة المسحراتي من تحديات عديدة على مر العصور، ومن بينها تأثير التطور التكنولوجي والتغيرات الاجتماعية في المجتمع المصري الحديث.

بدأت مهنة المسحراتي في مصر في عام 853م، في عهد الوالي العباسي إسحاق بن عقبة، كانت مهمة المسحراتي هي طواف شوارع القاهرة ليلاً في شهر رمضان، بهدف إيقاظ سكان المدينة لتناول وجبة السحور قبل بدء صيامهم، وقد كانت هذه المهنة تلقى تقديرًا واحترامًا كبيرًا في تلك الفترة.

شهدت مهنة المسحراتي تراجعًا تدريجيًا مع مرور الوقت، ولكنها تمكنت من البقاء والازدهار في فترة السلطان المملوكي الظاهر بيبرس، عمل السلطان بيبرس على إحياء هذه المهنة كتراث إسلامي، ولذلك عين صغار علماء الدين للقيام بدور المسحراتي والذهاب من باب إلى باب لإيقاظ الناس لتناول السحور، وقد تم تدوين أسماء الأشخاص الذين يرغبون في الاستيقاظ لتناول السحور، وكان ذلك جزءًا من محاولة لجذب الانتباه وتشجيع المشاركة في هذه الطقوس الرمضانية.

مع تطور التكنولوجيا وظهور وسائل الإعلام الحديثة مثل التلفزيون والراديو، شهدت مهنة المسحراتي تراجعًا كبيرًا، أصبح الناس يعتمدون على هذه الوسائل لمعرفة وقت السحور وأذان الفجر، وبالتالي انخفض الحاجة إلى خدمات المسحراتي التقليدية، ومع ذلك، ما زالت بععض الأماكن في مصر تحتفظ بتقاليد المسحراتي، خاصة في المناطق القديمة والأحياء التقليدية، قد يتم تنظيم فعاليات خاصة في رمضان تستدعي مسحراتي لأداء الدور التقليدي وإحياء روح هذه التقاليد.

يتم تنظيم المسحراتي في هذه الأحيان لتشمل العديد من الأنشطة الثقافية والترفيهية، مما يعزز الوعي بتراث المسحراتي ويحافظ على هذه المهنة القيمة في المجتمع.

تاريخ المسحراتي في مصر يمتد لأكثر من 12 قرنًا، وهو جزء لا يتجزأ من تراث البلاد، هذه المهنة التقليدية كانت تلعب دورًا مهمًا في إيقاظ الناس لتناول السحور في شهر رمضان، ومع تطور الحياة الحديثة وظهور التكنولوجيا، انخفض الطلب على خدمات المسحراتي، ومع ذلك، تظل هناك محاولات لإحياء تقاليد المسحراتي والحفاظ على هذا التراث الثقافي القيم في مصر.

أكاديمية “بناة المستقبل” الدولية
برئاسة أم المدربين العرب – الدكتورة “مها فؤاد” مطورة الفكر الإنساني
و” المنظمة الامريكية للبحث العلمي”
www.us-osr.org

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى