هل يتعلق نجاح الإنسان في الاستثمار بالسن؟

بقلم: عبدالرحمن الكردوسي مسؤول الإعلام العلمي
يعد الاستثمار واحدة من الجوانب المهمة في حياة الإنسان، فهو يتعلق بالإنتاج والتوزيع واستهلاك الموارد المادية والمالية، وعند مناقشة نجاح الإنسان في الاستثمار ، يمكن أن يثار سؤال مهم: هل يتعلق نجاح الإنسان في الاستثمار بالسن؟ هل الشباب أكثر قدرة على تحقيق النجاح الاقتصادي مقارنةً بكبار السن؟ سنستكشف هذا السؤال ونبحث في العوامل المؤثرة على نجاح الإنسان في الاقتصاد بغض النظر عن سنه.
في العقود الأخيرة، شهدت المجتمعات التغيرات الاجتماعية والتكنولوجية الهائلة، وهذا قد أثر على الديناميكية الاقتصادية، التكنولوجيا الحديثة وظهور الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي قد فتحت أبوابًا جديدة للفرص الاقتصادية والابتكار، وقد أتاحت للناس من مختلف الأعمار الوصول إلى المعلومات والأدوات التي يحتاجونها لتحقيق النجاح الاقتصادي، بالإضافة إلى ذلك، شهدنا تغيرات في هياكل العمل والتوظيف، حيث أصبحت الشركات أكثر مرونة في قبول الموظفين من مختلف الأعمار والخلفيات.
عند النظر إلى الشباب، يتضح أن هناك بعض المزايا الناجمة عن هذه المرحلة العمرية في تحقيق النجاح الاقتصادي، ففي سن مبكرة من الحياة، يمكن للشباب أن يكونوا أكثر مرونة وقدرة على التكيف مع التغيرات السريعة في الاقتصاد، قد تكون لديهم مستويات عالية من الطاقة والحماس والإبداع، مما يمكن أن يعزز فرصهم في الابتكار والتفوق في مجالات مختلفة من العمل، بالإضافة إلى ذلك، في هذه المرحلة العمرية، قد يكون لدى الشباب أقل التزامات ومسؤوليات عائلية، مما يجعلهم قادرين على تحمل المخاطرة واستكشاف الفرص الجديدة بشكل أكبر.
مع ذلك، يجب أن نلاحظ أن النجاح الاقتصادي ليس مقتصرًا على الشباب فقط، وأن السن ليس العامل الوحيد المؤثر في تحقيق النجاح في الاستثمار، فكبار السن قد يتمتعون بتجربة وحكمة مكتسبة على مر السنين، وهذا يمكن أن يعزز فرصهم في اتخاذ قرارات أفضل وتفادي الأخطاء التي يمكن أن يرتكبها الشباب، قد يكون لدى كبار السن شبكات علاقات واسعة وموارد مالية متاحة، مما يمكنهم من تحقيق النجاح في الاستثمار.
يمكن القول أن التوازن بين الشباب وكبار السن هو ما يمكن أن يحقق أفضل النتائج في الاستثمار، فالشباب يمكنهم تقديم الابتكار والحماس والطاقة اللازمة لتحفيز الاستثمار ودفعه نحو التطور، بينما يمكن لكبار السن تقديم الحكمة والتجربة والاستقرار الذي يحتاجه الاستثمار للنمو المستدام.
باختصار، لا يمكن القول بشكل قاطع أن النجاح الاستثمار يتعلق بالسن، فكل فرد لديه قدرات ومواهب فريدة، بغض النظر عن سنه، الشباب يمكنهم الاستفادة من مزايا الديناميكية والمرونة، بينما يمكن لكبار السن الاستفادة من التجربة والحكمة، التوازن بين الجيلين هو ما يمكن أن يحقق أفضل النتائج في ا الاستثمار ويسهم في تحقيق النجاح الشامل للمجتمع.
أكاديمية “بناة المستقبل” الدولية
برئاسة أم المدربين العرب – الدكتورة “مها فؤاد” مطورة الفكر الإنساني
و” المنظمة الامريكية للبحث العلمي”
www.us-osr.org



