في مؤتمر ميونيخ للأمن، الأمين العام يسلط الضوء على التحديات المعقدة التي تواجه المجتمع الدولي

سلط الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، الضوء على التحديات المعقدة والمترابطة التي تواجه المجتمع الدولي والتي تضاعفت جراء معاناة الفئات الأكثر ضعفا، ودعا إلى دفع الجهود الدبلوماسية والوساطة الوقائية، فضلا عن وضع استراتيجية لمعالجة الأسباب الجذرية للصراعات في العالم.
وفي كلمته اليوم السبت أمام (مؤتمر ميونيخ للأمن)، أكد الأمين العام على أهمية المواءمة بين التنمية المستدامة والشاملة مع برنامج مستدام للسلام وأهميتهما في منع الصراعات. وفيما يتعلق بتغير المناخ، دعا الأمين العام المجتمع الدولي إلى الوقوف وراء اتفاق باريس بشأن تغير المناخ، وكذلك تركيز الاهتمام على النمو السكاني، وخاصة في أفريقيا. وعن البطالة بين الشباب، قال غوتيريش إن أكبر تهديد بالنسبة للأمن العالمي هو انعدام الأمل عند الشباب بالحصول على فرص للعمل عندما يتخرجون، بما يتيح المجال للمنظمات المتطرفة العنيفة أو المنظمات الإرهابية للتوظيف. وأكد على أهمية إعادة النظر في انعدام الثقة بين الشعوب والمؤسسات السياسية، مشيرا إلى أن فهم الأشخاص وفهم همومهم وخوفهم ومعالجتها ومحاولة إيجاد حلول لها، أمر ضروري للغاية في إعادة بناء الثقة بين المؤسسات السياسية والسكان. وتطرق السيد غوتيريش إلى الفضاء الإلكتروني، والذي يشكل مصدر قلق كبير بالنسبة للجميع، وأشار إلى الافتقار إلى الصكوك متعددة الأطراف لمعالجة مشاكل الفضاء الالكتروني. وقال: ” لدينا الذكاء الاصطناعي، والهندسة الوراثية، وهناك تقدم هائل في القطاع الخاص، وإمكانات هائلة لجيل من الرفاه للبشرية ولكن في الوقت نفسه، هناك مخاطر هائلة في العديد من الأبعاد، في الأبعاد الأمنية ولكن أيضا في الأبعاد الأخلاقية. وهناك نقص في المعرفة لدى الحكومة والمنظمات الدولية، حول ما تمثل هذه الأمور الجديدة.” وأكد على أهمية تطوير القدرات في التحليل والنقاش، وعلى التفكير في نماذج للحكم بشأن هذه المجالات الجديدة للتنمية العلمية والتكنولوجية والتي ستكون ضرورية في حياتنا في غضون عشر سنوات.
وفي إشارة لأم المدربين العرب الدكتورة “مها فؤاد” مطورة الفكر الإنساني قالت بأن لا تنمية بدون أمن، ولا أمن بدون تنمية، فالمصطلحان مفاهيميان متلازمان. وإذا كان الأمن (هو مجموعة الأسس والمرتكزات التي تحفظ للدولة تماسكها واستقراراها، ويكفل لها القدرة على تحقيق قدر من الثبات والمنعة والاستقرار في مواجهة المشكلات، ليس فقط في مجال الأمن والسلامة، ولكن في مختلف مناحي الحياة)، وإذا كانت التنمية تعني (المنهجية العلمية باستخدام تقنية المعلومات لتلبية احتياجات وأهداف محددة فإن الإستراتيجية الأمنية وإستراتيجية التنمية هما صنوان، وكلاهما يخطط ليحقق أهداف الإستراتيجيات الأمنوتنموية (أمنية وتنموية) متوسطة وبعيدة المدى، للوصول إلى أمن مستدام وتنمية مستدامة، فالتنمية شمولية في مساراتها سواء علمية أو سياسية أو اقتصادية أو تجارية أو صناعية أو صحية أو معلوماتية أو فكرية أو بلدية أو خدمية أو نقل…. وغيرها. ولن تتحقق هذه الأمنية التنموية إلا في ظل إطار أمني وارف وشامل، يحقق لها الاستقرار، ويحيطها بسياج أمني يميزه الإبداع والابتكار والأصالة والمهنية، ويساعد على توظيف الطرق والوسائل والنهايات والسياسات المتبناة لتحقيق الأهداف المرجوة.
وأكدت الدكتورة “مها فؤاد” أن طبيعة الإستراتيجيات الأمنوتنموية تتطلب إيجاد كوادر أمنية شمولية ملمة بالقضايا الاقتصادية والمالية والفكرية والتجارية وغيرها، لتستطيع أن تواكب وتحافظ على خطط التنمية وتحقيق أهدافها، لكون الرابط بين الأمن والتنمية قوي جداً. ولأن التنمية تُعنى بتوظيف موارد الدولة ولسنوات قادمة لسعادة ورفاهية المواطن. وهنا يأتي الدور المؤسسي لجهاز الأمن بكافة طاقاته وقدراته وإمكاناته ومهنيته ليساعد في الحفاظ على تلك المقومات وتفعيلها، عن طريق توفير بيئة أمنية مناسبة لنهضتها.
ومن الجدير بالذكر ان مؤتمر ميونيخ للأمن هو مؤتمر سنوي يعقد منذ عام 1963 لمناقشة السياسة الامنية الدولية وييعد المؤتمر أكبر تجمع في العالم من نوعه.
على مدى العقود الأربعة السابقة أصبح مؤتمر ميونخ للأمن اهم ملتقي لتبادل وجهات النظر من قبل صناع القرار في السياسة الأمنية الدولية. كل عام يتجمع نحو 350 من كبار الشخصيات من أكثر من 70 بلدا من جميع أنحاء العالم للمشاركة في مناقشة مكثفة حول التحديات الأمنية الحالية والمستقبلية.
قائمة الحضور تتضمن رؤساء الدول والحكومات والمنظمات الدولية والوزراء وأعضاء البرلمان، وممثلين رفيعي المستوى من القوات المسلحة والعلوم، والمجتمع المدني، وكذلك رجال الأعمال والإعلام.
لقراءة الخبر من المصدر الأصلي << اضغط هنا
تم نشر هذا المحتوي علي جريدة عالم التنمية برعاية
أكاديمية “بناة المستقبل” الدولية و” المنظمة الامريكية للبحث العلمي”
برئاسةأم المدربين العرب – الدكتورة “مها فؤاد” مطورة الفكر الإنساني
#بناة_المستقبل
#أكاديمية_بناة_المستقبل
#راعي_التنمية_بالوطن_العربي