اليوم العالمي للعصا البيضاء: تكريم لإبداع ذوي الإعاقة البصرية
كتب- أحمد وصفي
يحتفل العالم حالياً، بااليوم العالمي للعصا البيضاء أصحاب الإعاقات البصرية، والذي يسلط الضوء على أهمية دمج الأشخاص ذوي الإعاقة البصرية في المجتمع، حيث يهدف هذا اليوم إلى تعزيز الوعي وتوفير البرامج والخدمات والتكنولوجيا التي تضمن حقوق هؤلاء الأفراد، بما يسهم في تحقيق المساواة وعدم التمييز بينهم وبين الأشخاص المبصرين، وفي هذا الصدد يستعرض موقع عالم التنمية بعض الأدباء الذين تجاوزوا إعاقتهم ليصبحوا رموزًا في عالم الإبداع.
طه حسين: عميد الأدب العربي
لم يعرف الأديب المصري طه حسين معنى المستحيل، حيث تحدى إعاقته البصرية التي أصيب بها في سن الرابعة، ليحقق إنجازات أدبية وعلمية لم يحققها معاصروه، بحماس وإرادة قوية، قرر حسين إطلاق العنان لخياله، وعبر عن نفسه من خلال الكتابة، ليصبح واحدًا من أبرز أعمدة الأدب العربي.
استطاع طه حسين حفظ القرآن الكريم كاملًا قبل أن يتجاوز العاشرة، وحصل على أول دكتوراه تمنح من الجامعة المصرية، بالإضافة إلى ليسانس الآداب من جامعة السوربون في باريس، ترك طه حسين إرثا أدبيًا كبيرًا من خلال كتبه الفكرية والنقدية، ما جعله رمزًا يُحتذى به في الثقافة العربية.
هيلين كيلر: رمز الأمل والإصرار
ولدت هيلين كيلر في ألاباما عام 1880، لتصبح أول شخص أصم وأعمى يحصل على درجة البكالوريوس في الآداب بالولايات المتحدة الأمريكية، رغم فقدانها السمع والبصر بسبب مرض في طفولتها، أظهرت كيلر ذكاءً وطموحًا استثنائيين، وتلقت التعليم في مدارس متخصصة للصم، وتعلمت قراءة شفاه الناس بيديها، بفضل عزيمتها، أصبحت متحدثة عامة بارعة، ألقت محاضرات حول حقوق النساء وحقوق ذوي الإعاقة، زارت العديد من البلدان والتقت بقادة عالميين، مما ساهم في تعزيز الوعي بقضايا الأشخاص ذوي الإعاقة.
احتفال اليوم العالمي للعصا البيضاء ليس مجرد مناسبة سنوية، بل هي دعوة للجميع لتقديم والدعم لهم وللاشخاص ذوي الإعاقة، ليست فقط البصرية، والعمل نحو تحقيق مجتمع أكثر شمولية، من خلال قصص الإبداع مثل قصص طه حسين وهيلين كيلر، نتعلم أن الإعاقة ليست نهاية الطريق، بل يمكن أن تكون بداية لرحلة ملهمة من الإبداع والعطاء.