الذكاء وتراجع الثقة: عندما يُحول الذكاء إلى نقمة…..
بقلم: عبدالرحمن الكردوسي مسؤول الإعلام العلمي
يعتبر الذكاء ميزة قيمة يتمتع بها الإنسان، فهو يمكنه من التفكير النقدي وحل المشكلات واكتساب المعرفة بسرعة، ومع ذلك، يمكن للذكاء أحيانًا أن يتحول إلى نقمة تؤثر على الفرد وتؤدي إلى حالة مستمرة من التردد والشك.
عندما يكون الشخص ذكيًا بصورة ملحوظة، قد يواجه تحديات نفسية وعاطفية، قد يشعر بالقلق من أن يكون دائمًا في حالة تردد وشك بسبب قدراته الذهنية العالية، يمكن أن ينشأ هذا الشعور من الضغوط الاجتماعية والتوقعات العالية المفروضة عليه، حيث يُفترض أن يكون قادرًا على حل المشكلات بسهولة واتخاذ القرارات الصائبة في كل الأوقات.
علاوة على ذلك، يمكن أن يؤدي الذكاء المرتفع إلى الانتقاد الذاتي المفرط، قد يشعر الشخص الذكي بأنه لا يستطيع تحقيق توقعات الآخرين وتلبية مستوى الذكاء الذي يفترض أنه يتمتع به، قد يصبح هذا الانتقاد الذاتي سلبيًا ويؤدي إلى انخفاض الثقة بالنفس والشعور بالإحباط.
ومع ذلك، يجب أن نلاحظ أن الذكاء نفسه ليس السبب الوحيد وراء هذه النقمة والتردد، قد تكون هناك عوامل أخرى تتداخل مع الذكاء، مثل ضغوط الحياة، وتجارب سلبية سابقة، والبيئة الاجتماعية والثقافية التي يعيش فيها الشخص.
على الرغم من أن الذكاء يُعتبر ميزة قيمة، فإنه يمكن أن يؤثر على الفرد بطرق غير متوقعة، يجب على الأفراد الذكيين أن يكونوا على دراية بتلك النقمة المحتملة وأن يعملوا على تعزيز الثقة بالنفس والتغلب على التردد من خلال تطوير مهارات الاستقراء الذاتي والتفكير الإيجابي، بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يكون الدعم الاجتماعي والالتواصل مع الأشخاص المقربين مفيدًا في التعامل مع تلك النقمة، ينبغي على المجتمع أيضًا أن يشجع على تقبل ودعم الأفراد الذكيين وعدم فرض توقعات غير واقعية عليهم.
في النهاية، يجب أن نتذكر أن الذكاء ليس سببًا للنقمة بحد ذاته، إنه مجرد صفة فردية تتعامل بشكل مختلف مع تجارب الحياة، من المهم أن نعمل على تعزيز الوعي والفهم المتبادل بين الناس، وتعزيز التعاطف والدعم المتبادل لتعزيز الصحة العقلية والعاطفية للجميع، بغض النظر عن مستوى الذكاء.
أكاديمية “بناة المستقبل” الدولية
برئاسة أم المدربين العرب – الدكتورة “مها فؤاد” مطورة الفكر الإنساني
و” المنظمة الامريكية للبحث العلمي”
www.us-osr.org