إبداع وتنميةإدارة ورجال أعمالالاخبارالطاقة والحياةباحثي بناة المستقبل

مفهوم الوعي لدى مدمني المخدرات: هل يدركون أنهم مدمنون؟

بقلم: عبدالرحمن الكردوسي مسؤول الإعلام العلمي

تعتبر مشكلة إدمان المخدرات من أكبر التحديات الصحية والاجتماعية التي تواجه المجتمعات في العصر الحديث،واحدة من الأسئلة المهمة التي تطرح نفسها هي ما إذا كان المدمنون يدركون حقيقة إدمانهم. يعد هذا المفهوم جوهريًا لفهم طبيعة الإدمان والخطوات اللازمة للتعافي.

يعتبر التوعية بأضرار المخدرات وآثارها على الصحة والحياة الشخصية والاجتماعية أمرًا حاسمًا لفهم المدمنين لحالتهم، قد يكون لدى بعض المدمنين معرفة جيدة بالتأثيرات السلبية للمخدرات وقد يدركون أنهم مدمنون، يعود ذلك إلى التثقيف المتاح لهم من خلال المدارس والمؤسسات الصحية والمجتمعات المحلية، ومع ذلك، قد يكون هناك أفراد آخرون قد لا يتلقون نفس المستوى من التوعية والتعليم، مما يؤدي إلى عدم وعيهم الكامل بحقيقة إدمانهم.

قد ينتج الانكار والتجاهل عن الإدمان آلية الدفاع النفسية التي يستخدمها المدمنون للتعامل مع الحقيقة الصعبة، قد ينكرون حقيقة إدمانهم ويستمرون في تبرير استخدامهم للمخدرات بأسباب أخرى، مثل التجربة أو الترفيه أو التسلية، قد يعزون مشكلاتهم الشخصية أو الاجتماعية إلى أسباب أخرى، دون الاعتراف بأن الإدمان يلعب دورًا في تفاقم هذه المشكلات.

يؤثر التعاطي المتكرر للمخدرات على وظائف الدماغ والجهاز العصبي، مما يؤدي إلى تغيرات في النشار الكيميائي للدماغ، هذه التغيرات قد تؤثر على قدرة المدمن على التفكير الواعي والتقييم الذاتي، قد يصعب على المدمنين تمييز بين الشوارد الوهمية والواقع، مما يعزز الانكار ويجعلهم غير قادرين على الاعتراف بحقيقة إدمانهم.

تلعب العوامل الاجتماعية والبيئية دورًا هامًا في تأثير مدى وعي المدمنين بإدمانهم. قد يكون هناك ضغوط اجتماعية للتجربة والاستخدام المستمر للمخدرات، مما يؤدي إلى عدم الاعتراف بالإدمان، بعض المجتمعات قد تمنح الدعم والتسامح للمدمنين، مما يجعلهم ينكرون أو يتجاهلون حقيقة إدمانهم.

معرفة أنه يجب القيام بخطوات للتعافي هي نقطة مهمة للمدمنين للبدء في عملية التعافي، يمكن أن تشمل الخطوات الأولى التوجه إلى مراكز العلاج المتخصصة والمشورة النفسية والمجتمعية، من خلال هذه الخطوات، يمكن للمدمنين الحصول على المساعدة والدعم اللازمين لفهم حقيقة إدمانهم والعمل نحو التعافي.

يشكل وعي المدمنين بحقيقة إدمانهم تحديًا معقدًا، قد يدرك بعض المدمنين مشكلتهم بشكل واضح، في حين يمكن لآخرين أن ينكروا الإدمان ويتجاهلوه، من المهم أن تتوفر التوعية والتعليم لتسليط الضوء على حقيقة الإدمان وتشجيع المدمنين على البحث عن المساعدة، بالتوجه نحو العلاج والدعم المناسبين، يمكن للمدمنين البدء في رحلة التعافي وتحسين جودة حياتهم.

أكاديمية “بناة المستقبل” الدولية
برئاسة أم المدربين العرب – الدكتورة “مها فؤاد” مطورة الفكر الإنساني
و” المنظمة الامريكية للبحث العلمي”
www.us-osr.org

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى