إنها الوقود الداخلي الذي تملكه ويحثّك على العمل نحو تحقيق أهدافك، وبذل الجهد لتطوير نفسك وتحقيق ذاتك. من المهمّ ملاحظة أنّ تحفيز الذات يأتي عادة من الدافع الداخلي.
وهو نوع من التحفيز ينبع من الرغبة الداخلية الصادقة في تحقيق أمر معيّن بغضّ النظر عن المقابل أو المردود. يمكن للتحفيز الذاتي أن ينبع أيضًا من دافع خارجي، أي التحفيز النابع من الرغبة في الحصول على جوائز خارجية (كالمال، السلطة أو الاعتراف من قبل الآخرين).
تحفيز الذات والذكاء العاطفي بحسب خبير الذكاء العاطفي، دانييل جولمان، يعتبر تحفيز الذات أحد العناصر الأساسية في الذكاء العاطفي. حيث يعبّر مفهوم الذكاء العاطفي أو الـ EQ اختصارًا عن قدرة الفرد على التعرّف على مشاعره ومشاعر الآخرين ومدى براعته في إدارتها.
أمّا عن صلة تحفيز الذات مع الذكاء العاطفي، فهي تتضح في مدى قدرتنا على فهم أنفسنا، وفهم الآخرين ثمّ النجاح في الوصول إلى أهدافنا.
وهنا يوضّح جولمان أنّ هنالك أربعة مكوّنات أساسية للتحفيز: الرغبة في تحقيق الأهداف: أو الدافع الشخصي للتحسين والتطوير والوفاء بمعايير محدّدة. الالتزام بالسعي نحو أهدافك الشخصية. المبادرة أو الاستعداد لاقتناص الفرص. التفاؤل أو الميل للنظر ومراقبة الأمور مع الإيمان بإمكانية تحقيق الأهداف. أهمية تحفيز الذات إنّك تدرك بلا شكّ أهمية التحفيز الذاتي، وإلاّ ما كنت هنا تقرأ هذا المقال باحثًا عن السبل التي تستطيع من خلالها تحفيز نفسك. ممّا لا شكّ فيه أنّ إرضاء الآخرين وتلبية المعايير الخارجية قد يحفّزنا بلا شكّ، لكنّه مع ذلك ليس الحلّ الأمثل. بعبارة أخرى، فإنّ القيام بالأشياء فقط لأننا نشعر بأنّه يتعيّن علينا القيام بها، أو لأننا سنحصل على مكافآة مقابلها قد يكون كافيًا في الكثير من الأحيان، لكنه لن يوقد في داخلنا الشغف اللازم للابتكار والتميّز.
لا ضير في اللجوء إلى مصادر التحفيز الخارجية أحيانًا، لكن نادرًا ما تنجح هذه المصادر في جعلك تشعر بالرضا عن نفسك، وتساعدك على اكتشاف معنى أعمق لحياتك. التحفيز الذاتي النابع من الداخل، لا يسهم في جعلنا نقوم بعمل أفضل وحسب، لكننا غالبًا ما نتعامل مع الضغط بشكل أفضل ونشعر بسعادة أكبر حينما نقوم بما نرغب حقًا بالقيام به.
بعد أن تعرّفت على أهمّية التحفيز الذاتي النابع من الداخل، لعلّك الآن تطرح على نفسك السؤال التالي: هل يمكنني أن أصبح أكثر تحفّزًا داخليًا، ودون الحاجة لأي تشجيع خارجي؟ الإجابة ببساطة هي “نعم”! يمكنك بكلّ تأكيد أن تطوّر قدرتك على تحفيز نفسك حيث أنّ التحفيز الذاتي ما هو إلا نتيجة لمجموعة من المهارات الواقعية التي يمكنك اكتسابها وتطويرها بالتدريب والتمرين المستمريّن.
اقضِ وقتك مع الأشخاص المتحفّزين المتحمّسين الذين يدعمونك. اغرس في نفسك عقلية التفكير الإيجابي، واحرص على التفاؤل والمرونة. ابتعد عن التأجيل والتسويف، وطوّر مهاراتك في إدارة وتنظيم الوقت. اطلب المساعدة حينما تحتاج إليها، ولا تتردّد في تقديم العون أنت أيضًا للآخرين. اقرأ أيضًا: تعرف على أهم المتحدثين المحفزين عربيا وعالميا بما أنّ مقالنا اليوم يتمحور حول تحفيز الذات، فلا شكّ أنّك الآن بانتظار معرفة بعض التقنيات والأساليب التي تساعدك في تحفيز نفسك داخليًا، وبعض الخطوات العملية التي يمكنك البدء بتنفيذها حالاً لتحفيز نفسك، وهذا بالضبط ما يتضمّنه الجزء المتبقي من مقالنا! لقد جمعنا لكم تقنيات، وأساليب وأنشطة مختلفة تضمن لكم البقاء في أعلى درجات التحمّس والإيجابية. دون الحاجة لأيّ أسباب تحفيز خارجية.
طرق تحفيز الذات:
أولا: تقنيات تحفيز الذات في العمل قد تكون الوظيفة التي تعمل فيها هي السبب الأعظم في شعورك بالإحباط واليأس الدائم، ولربما كان عملك هو ما يفقدك الحافز للاستمرار. لكن ذلك لا يعني أن أمرك ميؤوس منه… يمكنك بكلّ تأكيد أن تتغلّب على هذه المشاعر السلبية وتبقي نفسك متحفّزًا في وظيفتك. لتفعل ذلك، جرّب أيًّا من تقنيات تحفيز الذات التالية:
1- ابحث عن شغفك اعثر على عمل يثير اهتمامك ويتوافق مع شغفك. وهذه النصيحة هي الأهمّ على الإطلاق، فمن السهل للغاية أن تبقى متحفّزًا عندما تعمل في وظيفة تحبّها.
2- احصل على تغذية راجعة احرص على طلب تغذية راجعة من رئيسك في العمل أو زملائك، لتتعرّف أكثر على سبل تطوير ذاتك، ورفع كفاتك.
3- اكتسب مهارة جديدة حاول على الدوام أن تتعلّم مهارة جديدة ذات علاقة بوظيفتك أو بالوظيفة التي تتمنى القيام بها.
4- اطلب علاوة تعتبر العلاوات والزيادات من عوامل التحفيز الخارجية، لكن في حال كنت سعيدًا في وظيفتك، وشغوفًا بما تفعل، فلا ضير من أن تطلب راتبًا أعلى تعتقد أنّك تستحقّه. سيكون ذلك بلا شكّ وسيلة تحفيز عظيمة.
5- ذكر نفسك بغايتك النهائية احرص على أن تسأل نفسك دومًا: “لماذا؟” تحديدًا اسأل نفسك على الدوام عن سبب قيامك بالعمل أو الوظيفة التي تقوم بها. ولا ترضى فقط بإجابة: “حتى أحصل على المال، أو الدخل للعيش..” ابحث أعمق من ذلك، وحاول العثور على سبب ذو قيمة معنوية. فحينما تقوم بعمل ذو قيمة للغير، ستشعر بالرضى عن نفسك، وستبقى متحفّزًا على الدوام.
6- تطوع قدّم خدماتك وخبراتك للآخرين بغير مقابل، بمعنى آخر تطوّع في مختلف المنظمات والجمعيات، وشارك خبراتك ومهاراتك مع الغير. هذه الطريقة مفيدة على وجه الخصوص إن كنت لا تزال تجهل غايتك أو الهدف الحقيقي الأسمى من عملك.
7- خذ إجازة من المهمّ أن تأخذ إجازة من وقت لآخر لترتاح من ضغوطات العمل، مهما كنت تحب وظيفتك وتجد نفسك شغوفًا بها، احرص على أخذ إجازات قصيرة من حين لآخر حتى تعيد شحن طاقتك وتعود بعدها إلى عملك في نشاط وحيوية.
ثانيا: نصائح تحفيز الذات للطلاب تأتي أوقات كثيرة يشعر فيها الطلاب على اختلاف مراحلهم الدراسية بالإحباط، ويفقدون فيها الحافز للاستمرار، سواءً بسبب فشلهم في بعض المواد الدراسية، أو بسبب ضغط الدراسة والامتحانات. سواءً كنت في مرحلة الدراسة، أو طالبًا جامعيًا، ألقِ نظرة على النصائح التالية التي ستساعدك حتمًا في تحفيز نفسك في جميع الأوقات:
1- أضف معنى لدراستك الدراسة من أجل الحصول على العلامة قد لا تكون سببًا مقنعًا يحمّسك ويحفّزك، لكن إن ربطت دراستك بغاية وهدف أسمى، ستجد أنّك تحفيز الذات لم يعد مهمّة صعبة كما كنت تتخيّل. فكّر مليًا في السبب الذي يجعلك تدرس هذا التخصص. ما الذي تريد تحقيقه بعد التخرّج؟ أين تريد أن تصل من خلال ما تتسلّح به من معلومات؟
2- خطط ونظم وقتك ضع خطة دراسية منظّمة، ابدأ بخطّة شاملة للفصل الدراسي، ثمّ تفرّع فيها، وخططّ لكلّ شهر وأسبوع ويوم. اقرأ أيضًا: خطوات فعالة لبناء خطة دراسية ناجحة
3- التزم بوضع روتين دراسي ثابت اكتسب مهارات تنظيم وإدارة الوقت، واستفد منها في لتصبح أكثر تنظيمًا وإنتاجية. فكلّما زادت إنتاجيتك الدراسية، تحسّن أداؤك الأكاديمي، وبالتالي ارتفع حافزك.
4- اختر مكان الدراسة بعناية ويفضّل أن يكون مكانًا هادئًا مريحًا جيّد الإضاءة. سيحثّك ذلك على الدراسة، ويحسّن من أدائك. اقرأ أيضًا: كيف تستعد وتهيئ نفسك ومنزلك للعمل أو الدراسة عن بعد؟
5- احصل على قسط كاف من الراحة ليس هذا وحسب، عليك أن تعتني بصحتك من خلال تناول الأغذية الصحية المفيدة والمواظبة على التمارين الرياضية. إذ لا يمكنك أن تشعر بأي حماس وأنت تعاني من قلّة النوم، أو سوء التغذية أو في سريرك تتأوّه من الحمّى والمرض!
6- تخلص من لصوص الوقت مثل الإنترنت وألعاب الفيديو وغيرها، ليس عليك التوقّف عنها نهائيًا لكن كن معتدلاً في استخدامها. وتجنّب قدر الإمكان تضييع الوقت في النشاطات غير المنتجة.
وهكذا نكون قد وضعنا بين يديك دليلاً شاملاً لمختلف طرائق وسبل التحفيز الذاتي. لكن هذا ليس كلّ شيء، أحيانًا كلّ ما تحتاج إليه هو دفعة صغيرة للمضي قدُمًا، وتعدّ الاقتباسات والخطابات التحفيزية طريقة رائعة لذلك.
تم نشر هذا المحتوي علي جريدة عالم التنمية برعاية
أكاديمية “بناة المستقبل” الدولية
برئاسة أم المدربين العرب – الدكتورة “مها فؤاد” مطورة الفكر الإنساني
و” المنظمة الامريكية للبحث العلمي”
www.us-osr.org