جريدة عالم التنمية

محمد توفيق.. سيرة عالِم مغربي خلّد بصمته في ميادين العلم والتربية

يُعدّ الأستاذ محمد توفيق بن الحاج أحمد المغافري الجعفري أحد الأسماء التي صنعت مجد المدرسة المغربية الأصيلة، حيث تخرّج في المدرسة العلمية العتيقة الكريمة، تلك المؤسسة العريقة التي أنجبت عبر قرونٍ طويلة نخبة من العلماء والفقهاء، تجاوز عددهم الثمانمائة وخمسين فقيهًا وعالمًا، ممّن أسهموا في نشر المعرفة وخدمة الدين والوطن.

كرّس الراحل محمد توفيق حياته لخدمة طلاب العلم، فجمع بين التكوين الأصيل والرؤية الإصلاحية، وغرس في تلاميذه حبّ البحث والاجتهاد، والتمسك بقيم التواضع والعطاء. وعلى مدى عقود من التدريس، ظلّ وفياً للمدرسة التي كوّنته، مؤمنًا برسالتها العلمية والتربوية، وبأهمية أن يبقى العلم منارة تهدي الأجيال.

وامتد أثره الإنساني والعلمي في أسرته، حيث تابعت ابنته الدكتورة خديجة توفيق نهجه في التعليم والبحث الأكاديمي، رفقة زوجها الدكتور عبدالقادر بنيسي، اللذين يواصلان اليوم تقديم نموذج مغربي راقٍ يجمع بين العلم والأخلاق والالتزام المجتمعي.

وقد أشادت الدكتورة مها فؤاد، رئيسة أكاديمية بناة المستقبل الدولية، بهذه المسيرة، معتبرة أن عائلة محمد توفيق تمثل نموذجًا للأسرة المغربية التي حافظت على إرثها العلمي الأصيل، وساهمت في تطوير منظومة التعليم المعاصر، مؤكدة أن تكريم أمثال هؤلاء الرموز هو تكريم لقيم العطاء والإصلاح وبناء الإنسان التي تؤمن بها الأكاديمية.

بهذه المسيرة الممتدة من المدرسة العتيقة الكريمة إلى رحاب أكاديمية بناة المستقبل الدولية، يظل الأستاذ محمد توفيق شاهدًا على أن رسالة العلم لا تنقطع، وأن الأثر الحقيقي للعالم يبقى في تلاميذه وأبنائه الذين يواصلون دربه بإيمانٍ ومسؤولية.

Exit mobile version
التخطي إلى شريط الأدوات